للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لعزة صاحبة كثُير، بستان في هذه القرية، وأشار كثُير إلى ذلك بقوله من قصيدة:

سقى دمنتين لم نجد لهما أهلا … بحقل لكم يا عزُّ قد زانتا حقلا

وكان بهذه القرية علماء وفقهاء، منهم: (ابن أَعين الحقلي) مولى نافع - رحمه الله، كما حققه ياقوت الحموي - رحمه الله (١).

فهل (حقل) الوادي الذي كان من منازل سُلَيْم، وهو بقرب هذا الساحل؟ أو هو واد يصب في الساحل، أو هو غيرهما؟ أسئلة تحتاج الإجابة عليها إلى مزيد من التحقق العميق، على أن التاريخ قد ذكر لنا أن قيس بن خُزاعي السُّلَمي قد تأامر لقيصر على فلسطين.

و (ذو رُولان) وادٍ عال لبني سُلَيْم، فيه قرى كثيرة تنبت النخيل، ويقال أيضًا: (ذو وِرْلان) بكسر الواو المتقدمة على الراء، على ما ورد في كتاب (معجم ما استعجم) للبكري، والوِرْلانُ: جمع وَرَلِ بالتحريك، وهو دابة على خلقة الضَّبِ إلا أنه أعظم منه (٢).

و (وادي مَرْخ) هذا الوادي السُّلَمي قد استُصلح أخيرًا وحفرت به الآبار، وركبت عليها المضخات الرافعة للمياه من الأعماق، ويرى محمد بن صامل العليَّاني السُّلَمي - وهو معاصر - أنه ربما كان وادي مرخ هذا هو الذي عناه الحطيئة في قصيدته "الرائية" التي قدم بها أعذاره لعمر بن الخطاب حيال ما اقترفه من هجو بعض كرام الناس، ليعفو عنه، وليطلق سراحه من السجن، يقول الحطيئة العبسي يخاطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه:

ماذا تقول لأفراخ بذي مَرَخٍ … زُغبِ الحواصل لا ماء ولا شجر

ألْقَيتَ كاسبهم في قعر مظلمة … فاغفر عليك سلام الله ياعمر

وقد ظهر لي بعد التأمل والمراجعة أن - ذا مرخ - الذي يقصده الحطيئة في أبياته السالف ذكرها من الراجح أن يكون غير (وادي مرخ) أحد أودية بني سُلَيْم، فما أكثر "اشتراك" أمكنة العرب في الأسماء وذلك للأسباب التالية:


(١) مدائن صالح، للأستاذ محمد عبد الحميد مرداد، ص ٧٣، طبع دار الطباعة الحديثة بمصر سنة ١٣٩٠ هـ - ١٩٧٠ م.
(٢) أسماء جبال تهامة وسكانها، لعرَّام السُّلَمي، وتعليقات محققه عبد السلام محمد هارون، ص ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>