للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بني سُلَيْم، فتم له الأمر وخُطبَ له يوم الجمعة ٩ جمادى الأولى ٧١١ هـ على منابر تونس خطبة لم يُذكر فيها سلطان معين، ثم وصل تونس وبويع له بالمحمدية البيعة التامة في ثاني رجب ٧١١ هـ (١)، فلولا مكانة الوفد السُّلَمي الذي بعثه قبله ليبرم له الأمر ويحل له المشاكل ما تم له الأمر.

وفي هذا الدور العاشر نرى السُّلَميين يأخذون مكانهم تحت الشمس في أفريقية، فقد كانت لهم استطالة على الدول هنالك، واعتزاز بمركزهم القوي، فكان ملوك الحفصيين يتألفونهم بالولايات والإقطاعات ونحو ذلك، وقد نشب خلاف بينهم وبين السلطان أبي الحسن المريني، فوفد إليه من رجالهم: خالد بن حمزة أمير بني كعب من سُلَيْم، وأخوه أحمد، وخليفة بن عبد الله من بني مسكين، وابن عمه خليفة بن أبي زيد من أولاد القوس، فأكرم وفادتهم، ثم رفع إليه عبد الواحد اللحياني من أولاد الملوك الحفصيين أن بني سُلَيْم بعثوا إليه مع بعض حاشيته، يطلبون منه الخروج معه لينصَّبوه للأمر في إفريقية، وأنه خَشِيَ على نفسه بادرة السلطان فتبرأ إليه من ذلك، فغضب السلطان وسجن الوفد السُّلَمي الذي كان موضع إكرامه قبل هذا الحدث، ثم إن بني سُلَيْم تآمروا وتعاهدوا على قتال السلطان، فتوافت أحياؤهم من بني كعب وبني حكيم من علاق بتوزر، من بلاد الجريد في وسط البلاد التونسية، وتبايعوا على الموت، وولَّوْا الأمر رجلًا من بني عبد المؤمن اسمه أحمد بن عثمان بن أبي دبوس، وأقاموا له رسم السلطان، وهاجمهم السلطان في عام ٧٤٨ هـ، وبعد مصاولات بينهم انهزم السلطان أمامهم هزيمة شنعاء وبادر إلى القيروان، وكانت الهزيمة يوم الإثنين سابع المحرم ٧٤٩ هـ وحاصروُه ثم جنحوا لمسالمته والمفاوضة معه، فأطلق سراح المسجونين السُّلَميين الذين كانوا في سجنه، ثم هادنوه وأطاعوه آخر الأمر، ثم عقد الصهر مع أحدهم وهو عمر بن حمزة السُّلَمي وهو من الكعوب من علَّاق بن عوف، فزوج ابنة عمر، بابنه أبي الفضل (٢).


(١) الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، لابن منقذ القسنطيني، تقديم وتحقيق الشيخين: محمد الشاذلي النيفر وعبد المجيد التركي من الجامعة التونسية، ص ١٥٩، ط تونس.
(٢) الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، لأحمد بن خالد الناصري، ص ١٥٨ - ١٦٢، الجزء الثالث، طبع المغرب الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>