قبيلة بني سُلَيْم المَعديَّة، ظلت فكرة تولية سُلَمي بَطَلٍ حازم على قبيلة بني سُلَيْم للاستعانة بقوتهم وبكثرة عددهم وببطولتهم في تطويع الخارجين على طاعة أبرهة من العرب بأرض كِنَانة - تراود ذهن أبرهة، ومن ثَمَّ وَلى محمد بن خُزاعي رئاسة القبيلة المذكورة، ولما كان محمد أكبر سنا - فيما نرى - من أخيه قيس المرشح من قبل يوسطنيان للزعامة، رأى قيس أن ينضوي تحت رعامة أخيه، فزعامته زعامة له هو أيضًا، وقام محمد بن خُزَاعي بمهمته حتى قُتل خلال ذلك، ففر قيس إلى أبرهة باليمن خوفًا من حدوث ما لا تحمد عقباه عليه، ودليلنا على أنَّ قيسًا سُّلَمي هو ما ورد في سلسلة نسب أخيه محمد بن خُزاعي، من أنه: محمد بن خُزَاعي بن علقمة بن محارب بن مُرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان السُّلَمي، وما ذكر من أنه كان في جيش أبرهة مع الفيل يجعلنا نرى أن قتله ربما كان مع أصحاب الفيل في طريقهم إلى مكة المكرمة.
والوساطة المشار إليها آنفًا من القيصر لقيس لدى السميفع أشوع، بأن يوليه رئاسة قبيلة مَعْد التي نرى أن المقصود منها هو قبيلة سُلَيْم المعدية، لا قبائل مَعْد كلها كما يتبادر من ترجمة النص الأجنبي - تضع أصابعنا على أمرين: بُعْدِ صيت سُلَيْم الذي بلغت أصداؤه يومئذ أنحاء العالم المجاور لبلاد العرب، وشهرة بسالة قيس في مختلف الأوساط هي مما حمل القيصر على أن يطلب إلى (السميفع أشوع) توليته على قبيلته المعدية، ليكون له خير معين على تطويع من يجافي دولته من العرب لتأمين سبل تجارتها الخارجية.
ولقيس هذا ابن اسمه معاوية، وقيس ومعاوية من الأسفاء الشائعة قديمًا في بني سُلَيْم، ومن هؤلاء الصحابي قيس بن نسيبة السُّلَمي المُترجَم في فصل:(صحابة من بني سُلَيْم)، وقيس بن سباع بن خُزاعي بن محارب بن هلال، ومعاوية بن عمرو بن الشريد؛ أخو الخنساء الشاعرة السُّلَمية المشهورة، ومعاوية بن قرَّة السُّلَمي الصحابي.
وقد زار والد (نونوسوس) (Nonnosos) " قيسًا" مرتين، وذلك قبل سنة ٥٣٠ م، وزاره "نونوسوس" نفسه أيضًا أثناء حكمه - حكم قيس - وربما كان ذلك أثناء رئاسته لقبيلة بني سُلَيْم التي يُعَبَّر عنها في النص الأجنبي المنقول إلى العربية