للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظُنُّ خُيولَ المسلمين وخالدًا … ستطرقكم عنْد الصباح على "البِشر"

فهل لكمُ بالسير قبل قتالهم … وقبل خروج المعصرات من الخدر؟

أريني سِلاحي يا أميمة إنني … أخاف بيات القوم أو مطلع الفجر

فطرقهم خالد وأعجلهم عن أخذ السلاح، وضرب عنق حرقوص فوقع رأسه في جفنة الخمر (١).

وقد تحقق ظنه في طروق خالد لهم في حباح تلك الليلة، والبلاء موكل بالمنطق كما يقولون.

وقصيدة الأخطل التغلبي التي فيها بيته:

لقد أوقع الجحَّاف بالبشر وقعةً .. إلى الله مِنْها المُشْتَكى والمعولُ

وردت في أول ديوانه، وفي رواية أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، عن أبي سعيد السكري عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي، وجاء في مقدمة تلك القصيدة أن الأخطل قالها في مدح خالد بن عبد الله بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، وجاء في المقدمة المذكورة قولها: (ويذكر وقعة الجحَّاف بن حكيم السُّلَمي)، وبعد البيت المتقدم:

فسائل بني مروان ما بال ذمة … وحَبْلٍ ضعيف لا يزال يُوَصَّلُ

إلى أن يقول:

أتاك بها الجحَّاف ثم أمرته … بجيرانكم عند البيوت تُقَتَّلُ

لقد كان للجيران ما لو دعوتمُ … به حافل الأروى أتتكم تغزل

فإن لا تغيرها قريش بملكها … يكن عن قريش مستما ومرْحل (٢)

وتَعْرُر أناسًا عرة تكرهونها … ونحيي كرامًا أو نموت فنقتل (٣)

أما البيت الذي أثار ثائرة الجحَّاف. فهو مطلع خمسة أبيات للأخطل وردت في ديوانه الآنف ذكره بعد ذلك البيت الذي هو:


(١) معجم البلدان، لياقوت الحموي، ص ٦٣١ و ٦٣٢، المجلد الأول، طبع إيران.
(٢) هذه هي رواية الديوان. أما "الأغاني" للأصفهاني فروايته هي: (مستراد ومرحل) كما أسلفناه.
(٣) ديوان الأخطل، ص ١٠ و ١١، طبع مطابع أوفست علي بن علي بالدوحة، عاصمة قطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>