تضوع منها المسك حتى كأنما … تَرَجَّلُ بالريحان رطبا ويابسا
و (تَرَجَّلُ) بمعني تُسَرِّحُ الشَّعرَ، ومن هذا يبدو أن تسريح شعر النساء بالريحان رطبًا ويابسًا عادة كانت لديهن مألوفة في الجاهلية.
وقد قطع عباس نسيبه في "أسماء" قطعًا، بالانصراف إلى شئون أعدائهم فقال:
فَدَعْها ولكِنْ قد أتاها مَقادُنا … لأعدائنا تُزْجى الثِّقالَ الكوادِسا
إلى أن يقول:
سَمَوْنا لهم سبعًا وعشرين ليلة … نجوب من الأعراض قفرًا ويابسا
وهو يصف بُعْدَ منازل أعدائهم الذين غزوهم في عقر دارهم، مصعدين، لأنَّ منازلهم بتثليث قرب نجران، وتثليث بعيدة عن منازل بني سُلَيْم .. هي في الجنوب، وهم في الشمال، قال:
فبتنا قعودًا في الحديد وأصبحوا … على المركبات يجردون الأيابسا
فلم أرَ مثل الحيَّ حيًّا مُصَبَّحًا … ولا مثلنا لَمَّا التقينا فوارسا
أكرَّ وأحْمي للحقيقة منهم … وأضْرَبَ مِنَّا بالسيوف القوانسا
وبينما يصف الشاعر هنا قومه بالفروسية والبطولة، يثني فيصف أعداءهم بأنهم أكَرُّ على الأبطال وأحمي للحقيقة، وبأن قومه هو - بني سُلَيْم - أضربُ للأبطال بالسيوف، وهذا إنصافٌ من الشاعر.
ويعود إلى وصف شجاعة قومه فيقول:
وأحْصنَنَا منهم فما يبلغونا … فوارسُ مِنَّا يحبسون المحابسا
وهو هنا يصف لنا موقف قومه الدفاعيَّ - وهذا إنصاف آخر منه - فما أحسن الحقيقة حين تقال في مثل هذه المواقف.