للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإني والسوانح يوم جَمْعٍ … وما يتلو الرسول من الكتابِ

لقد أحببتُ ما لَقِيَتْ ثقيفًا … بجنب الشعب أمس من العذابِ

ركضنا الخيل فيهم بين بَسٍّ … إلى الأورال تنحط (١) بالنهابِ

بذي لجب رسول الله فيهم … كتيبته تَعَرَّضُ للضِّرابِ

ومن ذلك قوله أيضًا في يوم حُنَيْن:

ويوم حُنَيْن حين سارت هَوَازِن … إلينا وضاقت بالنفوس الأضالعُ

صبرنا مع الضحَّاك لا يستفزنا .... قِراع الأعادي منهم والوقائعُ

أمام رسول الله يخفق فوقنا … لواء كخذروف (٢) السحابة لامع

عشية ضحَّاك بن سفيان معتص … بسيف رسول الله والموت كانع (٣)

إلى أن يقول:

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى … مصالًا لكنا الأقربين نُتَابِعُ

ولكن دين الله دين محمد … رضينا به في الهدى والشرائع

أقام به بعد الضلالة أمرنا … وليس لأمر حَمَّةُ الله دافع

يقول في الأبيات الثلاثة الأخيرة: إنهم يقاتلون إخوتهم (هَوَازِن) الذين تجمعهم بهم وشيجة النسب في (قيس) - يقاتلونهم عن إخوتهم في الإسلام الذين يربطهم ببعض ما هُوَ أقوى من وشيجة النسب من كثب، وإن بني سُلَيْم لو كانوا يرون في حكم الدين مصالًا ومجالًا أو تطاولًا على النّاس لكانوا مع الأقربين


(١) في ديوانه: الأوراد، وقال جامع الديوان ومحققه: موضع عند حُنَيْن. أما الأورال باللام فهو ما ورد في السيرة، والأورال: أجبل ثلاثة سود بجانبها ماء لبنى عبد الله بن دارم من تميم. ومعنى تنحط بالنهاب: أي تخرج أنفاسها عالية بما تنهب.
(٢) خذروف السحابة: طرفها، أراد بذلك سرعة تحرك هذا اللواء المظفَّر.
(٣) معني (معتص): ضارب بسيف رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والضحَّاك بن سفيان هو من بني كلاب من بني عامر من هَوَازِن، أمَّره رسول الله على بني سُلَيْم وكان قائدهم في معركة حُنين. وحذف الألف واللام في (الضحَّاك) لضرورة وزن الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>