سجل الإمارة هو أبا علي صدقة بن إسماعيل بن فهد الكاتب، فكافأه أبو الفتح على صنيعه بأن مدحه بقصيدة غرَّاء كان مستهلها:
قد كان صبري عيِلَ في طلب العُلا … حتى استندتُ إلى ابن إسماعيلا
فظفرتُ بالخطر الجليل ولم يزل … يحوي الجليل من استعان جليلا
لولا الوزيرُ "أبو عليٍّ" لم أجد … أبدًا إلى الشرف العليِّ سبيلا
إن كان ريب الدهر قَبْح ما مضى … عندي فقد صار القبيح جميلا
وأجلّ ما جعل الرجال، صِلاتُهُمْ … للراغبين العزِّ والتبجيلا
اليوم أدركتُ الذي أنا طالب … والأمس كان طِلَابُه تعليلا
وكان تَسَلُّم الأمير أبي الفتح لسجل الإمارة هذه في ربيع الآخر سنة ٤٥١ هـ.
هذا، وقد انهالت الجوائز المالية السخية على ابن أبي حصَيْنَة شاعر المرداسيين، فأثرى وعَمَّر وبنى.
وكان قد مدح الأمير محمود بن نصر بن صالح بن مرداس عندما تملك حلب سنة ٤٥٢ هـ، فأيد منحه لقب إمارة الشعر، والقصيدة التي مدحه بها منها قوله:
أبا سلامة عش واسلم حليف عُلًا … وسؤدد بشعاع النجم مقرونِ
أُشقي عداكم وأهوى أنْ أدين لكم … وللعدى دينهم فيكم ولي ديني
وقد ثبتت إمارة محمود أخيرًا لحلب، فما كان منه إلا أن خلع طاعة العبيديين وخطب للعباسيين، كما صنع زميله في إفريقية الشمالية المعز بن باديس في القرن ذاته، وظل محمود المرداسي حاكمًا لحلب حتى مات، وقد تابع صاحبنا أبو الفتح بن أبي حُصَيْنَةَ مديحه له أسوة بمن سبقوه من الأمراء المرداسيين.
= في الحضارة العربية الإسلامية، بل له سابقات قبل نحو ألف عام، وأحمد شوقي جدير بهذا اللقب كل الجدارة، فلم يجيء بعد أحمد أبي الطيب المتنبي من يفري فريه غير سميه هذا "أحمد شوقي".