ولكنكم قَبَّلْتُمُوهُمْ ذوابلًا … من الخَطِّ لُدًّا مُشرِعوها هم اللدُّ
وخضتم عجاجًا يُرمْدُ الجوَّ نَقْعُه … ولكنه تَحْيى به الأعين الرُّمْدُ
فما انجاب ذاك النقع حتى طَرَحتْهم … فرائس تقتات الوحوش بها بعدُ
وصارت حياضًا للمياه جَماجمٌ … مُفَلَّقَةٌ فاستجمع الزاد والْوِرْدُ
فلا تطمع الآمالُ فيما مَلكْتُمُ … فما تَتَخَلَّى عن فرائسها الأسْدُ
فهذه القصيدة اللامعة تنظر إلى قصيدة قالها أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي في مدح محمد بن سيار بن مكرم التميمي؛ في وزنها ومعانيها وفي قافيتها.
وله (رائعة) في مديح (ثمال) المرداسي، يقول فيها فيما يقول
أبا صالح أنت حُسنُ الزما … ن وحُسْنُ الرُّواءِ بحسن العَلَمْ
إذا نظم المدحَ فيك امرؤ … وجدناك أشرف مما نظمْ
أمِنَّا بقربك صرفَ الزمان … فنحن الحَمامُ وأنت الحرمْ
ومضى إلى أن يقول:
جزى الله خيرًا ظهور الركاب … وأحْسَنَ عني جزاء القلمْ
فقد كنتُ ألتمسُ الأكرمين … وأطلُبُ للمدح أهْلَ القِيَمْ
فلما وجدتُ بني صالح … وجدتُ الغِنى وعدِمْتُ العَدمْ
وثَمَّرْتُ من فضلهم نِعْمَةً … وجَاهًا ومالًا ولحمًا ودمْ
ملوك إذا ما عَدَدْتَ الملوك … عَدَدْتَ الملوك لهم في الحشمْ
خَدْمْتُهُمُو في قميص الشباب … وأخدمهم في قميص الهرمْ
ومن روائعه أيضًا قوله يمدح ثمالا المرداسي:
كذا لا تزال رفيعَ الرُّتَبْ … كثيرَ العدو كثير الغَلَبْ
وقد وهب الله هذا النعيمَ … وما يَرْجِعُ الله فيما وَهَبْ
إلى أن يقول: