للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس أبو المنيع وإن توالت … إليَّ صلَاتُهُ كمن اصطفاني

كلا الملكين أولاني جميلًا … ولكنَّ الجميل لمن بداني

ولو أني بُلِيتُ بهاشميِّ … خؤولته بنو عبد المدان

لهانَ عليَّ ما ألْقَى ولكن … تَعَاليْ فانظري بمن ابتلاني

أعلِّمهُ الرماية كلَّ يومٍ … فلما اشتد ساعده رماني

والأبيات الثلاثة الأخيرة قديمة ضمنها الشاعر قصيدته، ومما يسترعي الانتباه مخاطبته في أحد هذه الابيات الثلاثة للسُّلَميَّة التي تغزَّل فيها، فقال معدلًا صيغة البيت الأصلية:

لهانَ عليَّ ما ألْقَى ولكن … تَعَاليْ فانظري بمن ابتلاني

وأصل البيت هكذا:

لهانَ عليَّ ما ألْقَى ولكن … تَعَالَوْا فانظروا بمن ابتلاني

وكما أسهم المتنبي بقصائده الخوالد في مواكب الجهاد الإسلامي الذي كان يقوم به علي بن عبد الله الحمداني التغلبي (سيف الدولة) بما ينظمه وينشده إياه من قصائد ظاهرها مديح سيف الدولة وباطنها الإشادة بجهاده وكفاحه لنصرة الإسلام والدفاع عن حوزته ودياره وثغوره، كذلك كان للأمير ابن أبي حصينة نصيبٌ طيب في هذا الميدان، ففي ديوانه قصائد عصماء من هذا القبيل. ونحن هنا نقدم للقارئ أبياتًا مختارة من إحدى هذه القصائد، وقد قال ابن الوردي عنها: إنه في (سنة ٤٢٦ هـ وصلت الروم إلى حلب، فقاتلهم صاحبها شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس الكلابي وتبعهم إلى عزاز، فقتل وغنم. وكان اسيم ملك الروم أرمانوس، فقال أبو الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة المعري (السُّلَمي) من قصيدة طويلة أنشده إياها "بظاهر قنسرين"، وأورد ابن الوردي الأبيات التي اخترنا منها ما يلي:

إلى نصر وأيُّ فتى كنصر … إذا حَلَّتْ بمغناه الركابُ

أمُنْتَهِكَ الصليب غداة ظلت … حُطامًا فيهم السُّمْرُ الصِّلابُ


= الطعن في أبي الفتح عند الأمير المرداسي في غيابه، وربما وجدوا منه أذنًا صاغية. فنظم الشاعر السُّلَمي ابن أبي حصينة هذه القصيدة يمدح بها الأمير المِرداسي ويعتذر له ويدفع عن نفسه كيد الخصوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>