للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وبعد سيطرة الشريف على ورقلة، فكَّر في السيطرة على تقرت التي تخضع لسلطنة عائلة ابن جلَّاب منذ أزمنة طويلة، فاتجه إليها وانضم إليه سلطانها السابق سليمان بن جلاب الذي كان قد عزلهُ الفرنسيون وعوضوه بابن عمه عبد القادر بن جلَّاب، كما انضم إليه أيضًا سكان متليلي يوم ١٢ سبتمبر ١٨٥١ م، وهاجموا جميعًا أولاد مولات بالزيبان، ثم هاجموا سليمان بن جلَّاب، وقتلوا له ٨٥ رجلًا وأرغموه على الاعتصام في قصره، وعلى أثر هذه الحوادث غادر ابن عبد الله تقرت واتجه إلى جبال عمور لجمع المزيد من الأنصار والأتباع، وصادر أملاك عائلة شبيخ نقوسة - شمال ورقلة - واعتقل أفرادها كالشيخ بوحفص وإخوانه وسجنهم بالرويسات قرب ورقلة، وغزا بعد ذلك في شهر ديسمبر دوَّار ساعد بن سالم في أولاد نايل، وأخذ يستعد لغزو مدينة بريان الميزابية، وباقي مدن ميزاب الأخرى طالبًا منها الخضوع، وتقديم فروض الولاء والطاعة، ولكنهم رفضوا وأعلنوا استعدادهم لمحاربته، وتحدّوه إذا أراد القتال أن يتجه لمحاربة الفرنسيين أعداء البلاد، ويظهر أنه لم يكترث لهذا التحدي فاقترب من متليلي وعسكر إلى جنوبها صحبة عدد من قبائل البادية (الشعانبة) والمخادمة والأرباع، وبعد مناوشات صغيرة ومحدودة عاد أدراجه إلى وزقلة وعيَّن الشيخ الطيب بن بابيه شقيق الشيخ بوحفص رئيسًا على نقوسة.

* أورد شارل فيرو، رواية ذكر أنها كانت السبب في ثورة سي سليمان بن حمزة وأفراد عائلته من قبيلة "أولاد سيدي الشيخ"، وهي أنه حصلت في مدينة القرارة بمنطقة ميزاب مشاجرة بين الصفين الشرقي والغربي عام ١٨٦٣ م، وتمكن رئيس الصف الغربي إبراهيم بن بوهون من شراء تأييد الباش أغا سليمان، ورئيس شعانبة متليلي، ومخادمة ورقلة، فشنَّ هجومًا على خصومه ونال منهم، وعرفت السلطات الفرنسية الاستعمارية الغازية أسماء المعتدين من أعوانها، فطلبت من الباش أغا سي سليمان أن يوقفهم، ولكنه تباطأ وأخذ يستعد منذ ذلك اليوم للثورة المسلحة، وأكد لأفراد عائلته بأن الفرنسيين الذين قتلوا أباه سي حمزة، وأخاه بو بكر، لا يترددون في قتله هو كذلك والتخلص منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>