"إعلان الجهاد وإبلاغه لسكان الصحراء الجزائرية من زعيم أولاد سيدي الشيخ" وبعد أن اتخذ سي سليمان القرار الحاسم بالثورة ضد الغزاة الفرنسيين، كلف كاتبه سي الفضيل "من قبيلة أولاد نايل" بتحرير الرسالة التالية وإبلاغها إلى كل القبائل والعروش والمقاديم والإخوان التابعين لزاوية العائلة دعاهم فيها إلى حمل السلاح للجهاد في سبيل الله والوطن، وشرح لهم فيها الأسباب التي دفعته إلى ذلك ونصها:
"الحمد لله ذي الاسم الأعظم، والصلاة والسلام على نبي الهدى، من عبد ربه سليمان ابن الشهيد حمزة بن أبي بكر - رحمهما الله - إلى كل من مقاديم الطريقة الرشيدة، وشيوخ القبائل وكبار العمائر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد .. هذا مني إليكم باتفاق جماعتنا بشرى بإعلان الجهاد في سبيل الله على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضد الكفار الفاسقين الفرنساويين - لعنهم الله -، الذين صالوا علينا وتعدوا وأطغوا وشرعوا في إهانة ديننا الحنيف - لا أراد الله -، بعدما فسقوا في أرضنا وأحلوا ما حرَّم الله، فها نحن رفعنا راية المحمدية وبشرنا كل مسلم بالجهاد راجين من المولى سبحانه وتعالى أن ينصرنا على الكفار المخزيين وراجين منكم ومن ناسكم جميعًا أن {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (٦٠)} [الأنقال: ٦٠]، فإياكم ثم إياكم وكونوا من القوم الذين وعدهم الله { … وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} [البقرة]. ولن يخلف الله وعده، الجهاد ثم الجهاد، وبيوم المصانع وميدانه، والجمع اللازم قبله يخبرهم حامل البلاغ هذا وليبلغ من بلغه والسلام"، كتب بأمر خديم الدين سليمان بن حمزة يوم ٢٢ من شهر شعبان عام ١٢٨٠ هـ (١).
وعلى أثر اتصال الناس بهذه الرسالة أو بالأحرى هذا المنشور، أخذوا يفدون زرافات على سي سليمان في معسكره، ومن ضمنهم أهل زوة، وأهل لغواط