للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعمت القوات الفرنسية في البيض بقوات إضافية أخرى، ووجهت قوات من مدينة الجزائر العاصمة إلى عين طاقين بجبال عمور ووضعت تحت تصرف حاكم دائرة بوغار الذي كلف بالاتصال مع بوبريتر لتنسيق العمل، ووصل إلى أفلو يوم ٢٨ مارس.

ومع أوائل شهر أبريل كان الباش أغا سي سليمان يعسكر في غدير الحبشي باتباعه، ويقوم بمراسلة السكان مستعملًا طابع أبيه الخليفة سي حمزة حتى يؤثر عليهم، ويستميلهم إلى حركته، وعزم على مهاجمة المعارضين له في قرى: تاجرونة، وبريزينة، وقصر الحاج.

وفي صباح أبريل ١٨٦٤ م وصل الضابط بوبريتر إلى هضبة عوينت بوبكر على بعد عشرين كيلو مترا إلى الشرق من مدينة البيض، ففاجاه الباش أغا سليمان بقواته من القبائل التي كانت تقدر بحوالي ثلاثة آلاف محارب، والتحم الطرفان في معركة طاحنة قتل خلالها بوبويتر الفرنسي ونال الشهادة الباش أغا سليمان، وانضم "القوم" الجزائريون الذين كانوا يعملون مع القوات الفرنسية إلى الثوار، وتعاونوا ضد الغزاة الفرنسيين حتى أبادوهم جميعًا ولم ينج إلا ثلاثة جنود فروا إلى مدينة (فرندة) قرب مدينة تيارت بعد ثلاثة أيام من الاختفاء في الغابات والشعاب، وهكذا ذهب الباش أغا سي سليمان ضحية الصدام الأول ضد الفرنسيين، ولكن نتيجة المعركة كانت مشجعة للثوار لكونهم قضوا على القائد الفرنسي وكتيبته.

* ظهور مولاي محمد، والحاج محمد الغربي (١) في ورقلة.

وفي خلال شهر يوليو ١٨٦٤ م ظهر في ورقلة رجلان حاولا أن يستغلا الأحداث الجارية لصالحهما، ولكن لم ينجحا الأول: يُدعى مولاي محمد، وذكر فيرو بأنه ابن غير شرعي لسلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، وكان يقيم في مدينة بسكرة سابقًا، وسجن هناك بسب ارتكابه لجريمة سرقة، وعندما


(١) من قبيلة الغرابة في نواحي وهران.

<<  <  ج: ص:  >  >>