لينزلوه ورفاقه به ولقي من الإكرام ما لقيه بعكس معاملته لهم، وبعد تناول الطعام والراحة طلب ابن رزق الله من شيوخ العلايا فتح باب المفاوضة وكانت العادة المتبعة عند العرب أن افتتاح الجلسة وابتداء الكلام أمر صعب لا يتولاه إلَّا دهاتهم ومن بين الصفات التي يمدح بها عظيم البدو يقولون عنه (أن فلانًا فارس في الميعاد وفلان قدير في فتح الكلام) فتكلم الشيخ حسن قادر بوه ردا على الشيخ صالح بن رزق الله فأسكته هذا الأخير بتهديد قائلًا له لا يحق لك أن تتكلم ولا أطلب الكلام من مثلك فتكلم غيره وغيره ولكن أسكتهم ابن رزق الله بتوجيه كلمات عيب يصف بها المتكلم وكان غرضه أن لا يتكلم إلَّا الشيخ أبو شنيف الكزه لما يعتقده ابن رزق الله في أبي شنيف من حب المسالمه واللين ويعتبرهما ضعفا بأبي شنيف أو جبنا فيصل معه وتحت الضغط إلى ما يريد، وبعد أخذ ورد طويلين وبدون جدوى كرر الشيخ ابن رزق الله كلمته السالفة (برقة ظهر حمار لا تسعنا جميعًا) فرد عليه الشيخ حمد اللواطي صاحبه الأول بجوابه الأول وهو شاهر السلاح في وجه ابن رزق الله قائلًا (علي الطلاق لا يركب ظهر هذا الحمار إلَّا نحن ولو لَمْ تكن بين نسائنا وأولادنا وفي محلاتنا كضيف لقتلتك تأديبا لك يا وضيع الأصل) فركب ابن رزق الله وقومه وفي أنفسهم ما فيها وهناك طلب الشيخ أبو شنيف من شيوخ العلايا أن تضم جميع الحيوانات وأن لا يذهب أحد من المنتجعات والعمل بجد للدفاع عن الوطن والأهل، وأن المسألة وصلت الذروة القصوى من التعقيد فلا فائدة في علاجها دون قتال ولا أمل في الوصول إلى اتفاق. وفي هذا الأثناء وصل الشيخ أبو خريص ورفاقه من البراعصة - كما سبق ذكره - الأمر الذي زاد في اطمئنان العلايا وتشجيعهم، وبينما كان العلايا يستعدون وصل الخبر إلى الشيخ حمد اللواطي أن الشيخ صالح بن رزق الله ومعه ابنه في كوكبة من الفرسان بموقع كذا فاغتنم الشيخ حمد اللواطي هذه الفرصة وركب في سرية خصوصية بدون أن يعلم بذلك قومه وخف لمنازلة ابن رزق الله، ومن بين رفاق اللواطي محجوب دواس فالتقى بابن رزق الله وابنه (شيناه) وقتل جميع رفاقه ولما علم ابن رزق الله أن لا مفر من الموت قال للشيخ حمد اللواطي: لا تقتلني مرتين يريد بذلك أن يقتله قبل ابنه بحيث لا ينظر إلى ابنه صريعا فأجابه