للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ حمد وقد جرح أحد رفاقه الأعزاء عليه: وإن مات فلان فلا مناص من قتلك مرتين وإن نجي من جراحه فسأقتلك قتلة واحدة، وقد قتل ابن رزق الله وابنه حيث دفنا بموقع الصواكي.

كان في انتصار حمد اللواطي تفاؤلا حسنًا لصف الشرق وانتقلت منتجعات صف الغرب إلى جهات برقة الغربية وقد استولى عليهم الرعب والذعر بالرغم عن أنهم أقوياء بالنسبة إلى صف الشرق، وقد اقتفى صف الشرق أثرهم وهكذا كلما ينتقل صف الغرب من داره ينتقل صف الشرق في أثره يومًا فيوم حتى وصل الأولون إلى موقع (زغبا) وهناك اشتبك الفريقان في أول معركة رئيسية كان النصر فيها حليف صف الغرب، وانسحب صف الشرق إلى موقع أبي جدارية، والتقى الجمعان في اليوم الثاني وهو يوم الجمعة أول رمضان سنة ١٢٢٧ فانتصر أيضًا صف الغرب بادي ذي بدء وانسحب صف الشرق، وهناك خشيت أم العز بنت الشيخ الكاسح الكيلاني من استمرار انسحاب قومها وهي التي كانت تضرب طبل العلايا راكبة على جملها فتزلت وأمرت ببناء بيت أبيها وأبت أن تسير فخجل قومها أن يفوتوا بيتها مبنيا للأعداء وهي فيه فكرُّوا على أعدائهم بشدة وعنف غير مبالين بمن يموت دفاعا على الكرامة، فانهزم صف الغرب بعد قتال شديد والموت في أول رجالهم وآخرهم، ولم ينج من رجال صف الغرب إلَّا أربعون فارسا فقط فروا عدوًا على خيولهم، وكانت هذه المعركة هي الفاصلة، وقتل أثناء هذه المعركة الشيخ جلفاف (١) مقرب والشيخ وشاح البرعصي والغول مطرود وعقيلة محمود هيبة والكثير غيرهم من رجال صف الشرق، وأخذوا يقسِّمون أموال صف الغرب من الإبل والغنم والخيل والحمير والأثاث وكانت أموال المنهزمين جد كثيرة، فصاروا يأتون إلى الحفر المنخفضة من الأرض المحاطة بالربوات العالية ويدخلون


(١) لما حصل الحرب بين العبيدات والبراعصة قالت إحدى نساء البراعصة الأغنية الآتية تذكر العلايا بما كان من قومها:
مسلفينكم جلفاف … يا جبارنة يوم العلم
المقصود به علم زغبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>