بها المصنّف المراد تقسيمه من الإبل أو الغنم بدون عدد حتى تُملأ ويتركونها لمن تصح له أثناء القسمة، ولا زالت المقبرة التي تضم رفات الموتى يومذاك معروفة بموقع زغبا.
كان أعيان قبيلة الفرجان التابعة لزعامة الشيخ صالح بن رزق الله يحتفظون للعلايا بنوع من المحبة لأسباب سبقت هذه الظروف، وكان العلايا يبادلون الفرجان نفس الشعور، وفي اليوم الأول من المعركة كان الفرجان والعلايا لا يقاتلون بصورة جدية ولما انسحب العلايا إلى موقع أبي جدارية كان الفرجان من الكارين فلم يتخذوا الجد في كرهم، أما في اليوم الثاني بعد أن بنت أم العز بيتها كما سبق ذكره تقاتل الطرفان قتالا جديا وقسمت أموال الفرجان مع ما قسم من أموال صف الغرب.
فكتب شاعر الفرجان الطالب ورث بالقصيدة الآتية من الشعر الشعبي إلى أعيان العلايا معاتبًا:
أيام قبل وانتو حزامين … حزام كان لنا معاكم
إلى أن يقول:
إيش السبب يا محبين … ويش السوايا معاكم
تبدى لنا فعلكم شين … أوطاب ما لنا في جباكم
أفتناه صالح أوشيناه … وقلنا نعنهتم افداكم
وفتنا (الكيمان، والعين) … وجينا لهلكم امعاكم
أجبتو تريس التراكين … اللِّي باعنا واشتراكم
قلت: الكيمان والعين مواقعان ببرقة الغربية، فكان الشاعر يقول ألم يكف أنا تركنا لكم هذه المواقع وانسحبنا منها، ويشير في الشطر الأخير من البيت الرابع إلى المعركة الأولى التي انسحب فيها العلايا إلى أبي جدارية حيث منتجعات العلايا فكأنه يقول وصلنا معكم إلى أهليكم ولكن لَمْ نكن جادين في المعركة