وأي جميل ضاع لي في الشريف بن هاشم … وأي رجال ضاع قبلي جميلها
لقد كنت أنا وياه في زهو بينا … عنائي بحجة ما غباني دليلها
وعدت كأني شارب من مدامة … من الخمر فهو ما قدر من يميلها
أو مثل شمطا مات فطنون كبدها … غريبًا وهي مدوحة عن قبيلها
أتاها زمان السوء حتى تدوحت … وهي بين عربًا غافلًا عن نزيلها
كذلك أنا مما لحاني من الوجى … شاكي بكبد باديتها زعيلها
وأمرت قومي بالرحيل وبكروا … وقووا وشداد الحوايا حميلها
قعدنا سبعة أيام محبوس نجعنا … والبدو ما ترفع عمود يقيلها
نظل على حداب الثنايا نوازي … يظل الجرى فوق النضا نصيلها
ومن شعر سلطان بن مظفَّر بن يحيى من الدواودة رؤساء رياح الهلالية، وكان معتقلًا في المهدية بتونس في سجن الأمير أبى زكريا بن أبي حفص أول ملوك تونس من الموحدين، قال سلطان:
يقول وفي بوح الدجا بعد وهنه … حرام على أجفان عيني منامها
يا من لقلب حالف الوجد والأسى … وروح هيامي طال ما في سقامها
حجازية بدوية عربية … عداوية ولها بعيد مرامها
مولعة بالبدو لا تألف القرى … سوى عانك الوعسا يؤي خيامها
غيات ومشتاها بها كل شتوة … ممحونة بيها صحيح غرامها
ومرباها عشب الأراضي من الحيا … بواتي من الخور الخلايا جسامها
تشوق شوق العين مما تداركت … عليها من السحب السواري غمامها
وماذا بكت بالماء وماذا تنا حطت … عيون غزاز المزن عذبا حمامها