كأن عروس البكر لاحت ثيابها … عليها زمن نور الأقاحي خزامها
فلاه ودهنا وأتساع ومنه … ومرعى سوى ما في مراعي نعامها
ومشروبها من مخض ألبان شولها … غنيم ومن لحم الجوازي طعامها
تفانت عن الأبواب والموقف الذي … يشيب الفتى مما يقاصي زحامها
يسقي الله ذا الواندي المشجر بالحيا … وبلا ويحيي ما بلي من رمامها
فكافأتها بالود مني وليتني … ظفرت بأيام مضت في ركامها
ليالي أقواس الصبا في سواعدي … إذا قمت لم تحظ من أيدي سهامها
وفرسي عديد تحت سرجي مشاقه … زمان الصبا سرجًا وبيدي لجامها
وكم من رواح أسهرتني ولم أرى … من الخلق أبهى من نظام ابتسامها
وكم من كاعب مرجحنة … مطرزة الأجفان باهي وشامها
وصفقت من وجدي عليها طريحة … بكفي ولم ينس جداها ذمامها
ونار بخطب الوجد توهج في الحشا … وتوهج لا يطفا من الماء ضرامها
أيا من وعدتي الوعد هذا الرمتى … فنى العمر في دار عماني ظلامها
ولكن رأيت الشمس تكسف ساعة … ويغمى عليها ثم يبدا غيامها
بنود ورايات من السعد أقبلت … إلينا بعون الله يهفو علامها
أرى في الفلا بالعين أظعان عزوتي … ورمحي على كتفي وسيري أمامها
بجرعا عتاق النوق من فوق شامس … أحب بلاد الله عندي حشامها
إلى منزل بالجعفرية للوى … مقيم بها ما لذ عندي مقامها
نلقى سراة من هلال بن عامر … يزيل الصدا والغل عن سلامها
بهم تضرب الأمثال شرقًا ومغربًا … إذا قاتلوا قومًا سريع انهزامها
عليهم ومن هو في حماهم تحية … مدى الدهر ما غني يفينا حمامها
فدع ذا ولا تأسف على سالف مضى … هذي الدنيا ما دمت لأحد دوامها