للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعر علي بن عمر من رؤساء بني عامر "أحد بطون زُغْبَة الهلالية" وهي عتاب لبني عمه المتطاولين عليه وعلى رياسته لقومه قال:

وقولوا له يابو الوفا كلح رأيكم … دخلتم بحور غامقات دهام

زواخر ما تنقاس بالعود إنما … لها سيلات على الغضا وأكام

ولا قسمتوا فيها قياسًا يدلكم … وليس البحور الطاميات تعام

وعانوا على هلكاتكم في ورودها … من الناس عدمان العقول لئام

أبا عزوة ركبوا الضلالة ولا لهم … قرار ولا دنيا لهم دوام

ألا عنا همو لو ترى كيف زايهم … مثل سراب فلاة مالهن تمام

خلوا القنا يبغون في مرقب العلا … مواضع ماهيا لهم بمقام

وحق النبي والبيت وأركانه العلي … ومن زارها في كل دهر وعام

لبر الليالي فيه إن طالت الحيا … يذوقون من خمط الكساع مدام

ولا برها تبقي البوادي عواكف … بكل رديني مطرب وحسام

وكل مسافة كالسد أياه عابر … عليها من ولاد الكرام غلام

وكل كميت يكتعص عض نابه … يظل يصارع في العنان لجام

وتحمل بنا الأرض العقيمة مدة … وتولدنا من كل ضيق كظام

بالأبطال والقود الهجان وبالقنا … لها وقت وجنات البدور زحام

أتجحدني وأنا عقيد نقودها … وفي سن رمحي للحروب علَّام

ونحن كأضراس الموافي بنجعكم … حتى يقاضوا من ديون غرام

متى كان يوم القحط يا أمير أبو علي … يلقى سعايا صابرين قدَّام

كذلك بوحمو إلى اليسر أبعثه … وخلى الجياد العاليات تسام

وخل رجالًا لا يرى الضيم جارهم … ولا يجمعوا بدهى العدو زفام

ألا يقيموها وعقد بؤسهم … وهم عذر عنه دائمًا ودوام

<<  <  ج: ص:  >  >>