ومن شعر علي بن عمر من رؤساء بني عامر "أحد بطون زُغْبَة الهلالية" وهي عتاب لبني عمه المتطاولين عليه وعلى رياسته لقومه قال:
وقولوا له يابو الوفا كلح رأيكم … دخلتم بحور غامقات دهام
زواخر ما تنقاس بالعود إنما … لها سيلات على الغضا وأكام
ولا قسمتوا فيها قياسًا يدلكم … وليس البحور الطاميات تعام
وعانوا على هلكاتكم في ورودها … من الناس عدمان العقول لئام
أبا عزوة ركبوا الضلالة ولا لهم … قرار ولا دنيا لهم دوام
ألا عنا همو لو ترى كيف زايهم … مثل سراب فلاة مالهن تمام
خلوا القنا يبغون في مرقب العلا … مواضع ماهيا لهم بمقام
وحق النبي والبيت وأركانه العلي … ومن زارها في كل دهر وعام
لبر الليالي فيه إن طالت الحيا … يذوقون من خمط الكساع مدام
ولا برها تبقي البوادي عواكف … بكل رديني مطرب وحسام
وكل مسافة كالسد أياه عابر … عليها من ولاد الكرام غلام
وكل كميت يكتعص عض نابه … يظل يصارع في العنان لجام
وتحمل بنا الأرض العقيمة مدة … وتولدنا من كل ضيق كظام
بالأبطال والقود الهجان وبالقنا … لها وقت وجنات البدور زحام
أتجحدني وأنا عقيد نقودها … وفي سن رمحي للحروب علَّام
ونحن كأضراس الموافي بنجعكم … حتى يقاضوا من ديون غرام
متى كان يوم القحط يا أمير أبو علي … يلقى سعايا صابرين قدَّام
كذلك بوحمو إلى اليسر أبعثه … وخلى الجياد العاليات تسام
وخل رجالًا لا يرى الضيم جارهم … ولا يجمعوا بدهى العدو زفام
ألا يقيموها وعقد بؤسهم … وهم عذر عنه دائمًا ودوام