للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غاضبه عامل بجاية محمد بن أبي الحسين ابن سيد الناس فدعا لصاحب تلمسان ونازلته عساكر بجاية مرارًا من غير طائل، ثم انعقد بينهما صهر وسلم.

ووالى يوسف بن منصور أبا الحسن المريني لما ملك تلمسان، واقتصر مع الحفصيين على دفع الجباية لهم ثم تحرك أبو الحسن لفتح تونس، فوفد عليه في جموع الذواودة بأرض بني حسن وذهب إليه سنة ٧٤٩ بجبايته واجتمع بقسنطينة مع عمال المغرب بجبايتهم ووفدي صاحبي السودان والأندلس بهداياهم، وبلغتهم نكبة أبي الحسن، فهم بهم القسنطينيون وأجارهم يعقوب بن علي وأنزلهم يوسف بسكرة وكفاهم مهماتهم شهورًا، وأقام على ولائه لأبي الحسن حتى هلك، وملك ابنه أبو عنان تلمسان، فبايعه وأمده في فتح قسنطينة سنة ٧٥٤ هـ ودله على الطريق في اتباعه يعقوب بن علي، وأنزله بعساكره ظاهر بسكرة ثلاثا أغرب في ضيافتهم على كثرتهم بما تحدث الناس به دهرًا، وقدم إليه جبايته قناطر من الذهب، فخلع عليه أبو عنان وأجزل صلته، ثم أوفد عليه ابنه أحمد سنة ٧٥٩ هـ بهدية فيها عتاق الخيل وفاره الرقيق، وتوفي أبو عنان فأتحفه خلفه بتحف ملوكية، وانقطعت الطرق بالثورات فخفره صغير بن عامر شيخ بني عامر حتى أبلغه مأمنه.

وأجلى أبو حمو الثاني أبا زيان محمد بن عثمان الثاني عن مملكته سنة ٧٧٨ هـ فنزل على صاحب توزر يحيى بن يملول، واتحد يحيى وأحمد بن يوسف على استغلاله ضد الحفصيين، فراسل أحمد أبا حمو بكف أبي زيان عنه وإشغاله هو للحفصيين بالإجلاء على مملكتهم ثم طرد الحفصيون يحيى بن يملول فلحق ببسكرة ومعه أبو زيان، فأوفد أحمد بن يوسف على أبي حمو يعقوب بن علي سنة ٧٨٠ هـ لاستنجاز وعده في حرب الحفصيين، ومات يحيى بن يملول وترك صبيا، فسرحه أحمد لاسترجاع توزر فلم يقدر أبو حمو على أكثر من إمداده بالمال.

وخرج سلطان تونس أبو العباس لحرب أحمد بن يوسف، فسعى يعقوب بن علي في السلم، وحمل أحمد على الطاعة، وأرسل إلى السلطان بالشفاعة، وسرحوا أبا زيان إلى قسنطينة إيذانًا بنفض أيديهم من أبي حمو، وبلغت رسل

<<  <  ج: ص:  >  >>