دعوناكم نبغي خلاص جميعكم … دعاء بريئا من جميع الشوائب
نريد لكم ما نبتغي ننفوسنا … ونؤثركم زلفى بأعلى المراتب
فلا تزهدوا في نيل حظكم الذي … لكم فيه فوز من جميع المطالب
بكم نصر الإسلام بدءا فنصره … عليكم - وهذا عوده - جد واجب
فلما تأخر قدومهم عليه بعث بقصيدة أخرى؛ فخف إلى مراكش منهم أعداد شاركوا في الغزو إلى الأندلس؛ وقد ظلت قبائل هلال ورياح وزغبة تدين بطاعة الموحدين، حتى إنا لنراها عام ٥٧٦ هـ عندما توجه أبو يعقوب إلى قفصة والقيروان تلتف من حوله بالتأييد ويحضر إليه "جميع أشياخ العرب من قبيل رياح بالبدار والمسارعة بالطاعة".
وقال عن قراقوش وابن غانية ودور قبائل هلال وسُلَيْم معهما:
… ومما يقوي ما ذهبت إليه أن أعمال قراقوش تجاوزت طرابلس بكثير قبل ذلك العام، وأن لجوءه للموحدين ثم أيضا قبل ذلك فلعل تاريخ ٥٨٦ هـ - إن صح - يشير إلى احتلاله الثاني لمدينة طرابلس.
ولكن إذا كان قراقوش قد استولى على طرابلس في ذلك العام الذي ذكرته (أي ٥٧٩ هـ) فماذا كان موقف ابن مطروح رئيسها؟ أعتقد أن ابن مطروح كان قد تنازل قبل ذلك بقليل عن رياسة البلد لشيخوخته، وأن هناك واليا تسلم أمر طرابلس من قبل الموحدين، ولكن المصادر لم تذكره، ولم يكن في مقدور الموحدين أن يخفوا لنجدة طرابلس بسرعة، خصوصا وأن قراقوش وحلفاءه شغلوهم بالهجوم على منطقة قابس وغيرها.
وذلك أنه في تلك الأثناء وصل إلى طرابلس مغامر آخر هو علي بن غانية الذي كان يسعى ليعيد سلطان قومه الملثمين، فوجد في قراقوش حليفا ضد الموحدين، كما استمال كافة العربان من بني سُلَيْم، واجتمع إليه من كان منحرفا عن طاعة الموحدين من قبائل هلال مثل جشم ورياح والأثبج، والتف حوله قومه لمتونة، ولم يبق مخلصا للموحدين من العربان سوى بني زغبة، وبهذه الجموع قام