ويردون عليه زرافات ووحدانا بقضهم وقضيضهم وهم في حالة من الإجهاد والإعياء والجوع والعري والفوضى فيصلح أحوالهم ويكلهم إلى المكلفين بشؤونهم من أمراء بيته أو قادة جنده فينظمونهم في سلك الجندية ويدربونهم على الفنون الحربية حتى يصيروا أهلا لخوض الحروب النظامية متمرسين باستعمال أسلحة غير الأسلحة التقليدية التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم القادمين بها من صعيد مصر وصحراء الجزيرة العربية، وكان الخليفة إذا أراد توجيههم إلى قتال أعدائه بالمغرب أو الأندلس بأمر شعراء دولته أن ينظموا أشعارا حماسية في مدحهم والإشادة بشرف أرومتهم ومضاء عزائمهم وكفايتهم في الحروب وينشدوها على مسمع منهم تحميسا لهم وتشجيعا وهو نوع من الدعاية يستعمله اليوم خبراء الحرب السيكولوچيون بوسائل تختلف شكلا ولا تختلف موضوعا، فمن تلك الأشعار قصيدة أحمد بن عبد السلام الغفجومي الجراوي الفاسي التالية يمدح بها قبائل بني هلال ويحضهم على القتال:
أحاطت بغايات العلا والمفاخر … على قدم الدنيا هلال بن عامر