لهم كلّ جلد في الجلاد مشمر … سريع إلى صوت الصريخ مبادر
هزبر عليه لبدة من مفاضة … وناب وظفر من سنان وباتر
إذا صال يوم الروع أورد قرنه … موارد موت ما لها من مصادر
تعاين منه مثل باز مصرصر … على مل فتخاء الجناحين كاسر
إذا شبت الهيجاء أول وارد … وإن خفت الأبطال آخر صادر
يبادر منه القرن أغلب غالب … حديد شبا الأنياب دامي الأظافر
يثور إليه حاسرا غير دارع … ويقضي عليه دارعا غير حاسر
بنو عامر أنتم صميم فصمموا … إلى الموت تصميم الليوث الحواذر
ولا تتوانوا في حظوظ نفوسكم … فأنكم أهل النها والبصائر
ومن شكر آلاء الخليفة صولة … على الكفر تبقى غامرا كلّ عامر
تميل الجبال الشم منها مخافة … وتسكن أمواج البحار الزواخر
ولابد من يوم على الكفر أيوم … تعم به الدنيا وفود البشائر
دعاكم لما يحييكم وارث … الهدي وجامع أشتات العلا والمفاخر
وأحزم من ساس الديانة والدنا … وأكرم مأمول وأحلم قادر
إلى أمره في كلّ أمر ونهيه … يروح ويغدر كل ناه وآمر
إذا نامت الأملاك عما يهمها … ارعي الدين والدنيا له طرف ساهر
فلا برح الإسلام منه مؤيدا … بمنصور رايات على الكفر ناصر
والحق أن القبائل العربية أغنت في جهاد نصارى الأندلس غناء لا مثيل له، وخففت العبء عن أهل المغرب والأندلس الذين اضطلعوا به وحدهم قرونا، وإننا لنجد في المراسلات الحكومية والنصوص الأدبية الراجعة إلى هذا العهد ما يشهد لهؤلاء العرب الداخلين إلى أقصى المغرب والأندلس بحسن النية وخلوص السريرة