أقيموا صدور الخيل نحو المغارب … لغزو الأعادي واقتناء الرغائب
واذكوا المذاكي العاديات على العدا … فقد عرضت للحرب جرد السلاهب
فلا تُقتنى الآمال إلَّا من القنا … ولا تكتب العلياء بغير الكتائب
ولا يبلغ الغايات إلَّا مصمم … على الهول ركاب ظهور المصاعب
يرى غمرة الهيجاء أعذب مشرب … وإن أعرضت زرقا جمام المشارب
ويأنف إلَّا مكسبا من حسامه … ويعرض عزا عن جميع المكاسب
ألا فابعثوها همة عربية … تحف بأطراف القنا والقواضب
أفرسان قيس من هلال بن عامر … وما جمعت من طاعن ومضارب
لكم قبة للمجد، شدوا عمادها … بطاعة أمر الله من كلّ جانب
وقوموا لنصر الدين قومة ثائر … وفيئوا إلى التحقيق فيئة راغب
دعوناكم نبغي خلاص جميعكم … دعاء بريئا من جميع الشوائب
نريد لكم نبتغي لنفوسنا … ونؤثركم زلفى بأعلا المراتب
فلا تزهدوا في نيل حظكم الذي … لكم فيه فور من جميع المعاطب
بكم نصر الإسلام بدءا فنصره … عليكم وهذا عوده جد واجب
فقوموا بما قامت أوائلكم به … ولا تغفلوا أحياء تلك المناقب
وقد جعل الله النَّبِيّ وآله … ومهديه منكم بلا عيب عائب
وفزتم بتخصيص الخليفة بعده … ونسبته الدنيا بزلفي الأقارب
وطائفة المهدي منكم وأنها … لتحنو عليكم باتصال المناسب
ومن ذا الذي يسمو ليبلغ شأوكم … إذا كنتم فوق النجوم الثواقب
نصحناكم والنصح في الدين واجب … بما لكم فيه صلاح العواقب
وخاطبكم عنا بيان محصحص … يشق سناه داجبات الغياهب
هو الأمر أمر الله منج ومسعد … لكل منيب ناصح الجيب تائب