للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه ذعاف للعداة إذا انتحى … تمكن ما بين اللهي والترائب

وأنتم على التخصيص أجدر من بنى … بذروته بيتًا رفيع الذوائب

فإنكم قيس وفرسان ربنا … على الأرض من قيس بغير مغالب (١)

خذوا حظكم فالأمر جد وإنما … يكون بقدر الحد قدر المناصب

وقد فاز بالتقدير منكم معاشر … بما قدموه من حميد المذاهب

تحث بهم نحو البدار إلى الهدى … عتاق جياد أو عتاق نجائب

فطاروا إلى الداعي سراعا كأنهم … قداح تلقى الفوز من رمي ضارب

فخصوا من التكريم والبر بالذي … يكون جديرا بالولي المصاقب

فنالوا محل السبق فانفسحت لهم … رياض الأماني سائحات المذانب

وقد شاهدوا من حرمة الأمر ما قضى … لهم بامان من جميع النوائب

فما لكم والنوم عن خير همة … تقلص أنباء الشؤون الجواذب

وتعطفكم بالمشرفية والقنا … منادح عز ساميات الطالب

وما هي إلَّا دعوة عز ذكرها … فعز بها في الله كلّ مصاحب

حذار! فإعراض الفني عن نجاته … وتضييعه للحزم إحدى المعايب

وما الحزم إلَّا طاعة الله أنَّها … هي الحرم المناع من كلّ طالب

نعدكم السيف الذي ليس يثني … إذا ما نبا سيف براحة ضارب

ونجعلكم صدر القناة إذا غدت … تأطر ما بين الحشا والترائب

وقد كان من أقوالكم ما علمتم … فإن كان فعل فالرجا غير خائب

وليس خطيب الصدق من قال فانبري … ولكن فعل الحر أصدق خاطب

وما خُلُق الأعراب أخلاف موعد … ولكن صدق الوعد خُلُق الأعارب

سنعلم من أوفي ومن خاس عهده … ومن كان من آتٍ إلينا وذاهب

وتظهر أحوال يروق سماعها … فيرغب في أمثالها كلّ راغب


(١) وهذا البيت يطابق حديث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - "قيس فرسان الله في الأرض".

<<  <  ج: ص:  >  >>