للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تونس وسلبها وملك أبو مسعود أحد زعمائهم بونة، وكان فيهم رجالات مذكورون من أشرافهم حسن بن سرحان وأخوه بدر وفضل بن ناهض وماضي بن مقرب من بني قرة وسلامة بن رزق ودياب بن غانم وموسى بن يحيى ومليحان بن عباس إلخ. .

ولما مات المعز. سنة ٤٥٣ هـ وتولى ابنه تميم السلطان تمرد عليه حمو بن مليل قائد صفاقص فاتخذ أنصارا من عرب عدي والأثبج وأخذ يتصاول مع تميم وأحرز بعض الانتصارات بهم (١).

ولقد كان باديس بن المنصور عين عمه حمادا سنة ٣٨٧ هـ واليا على أحد أقاليم المغرب الأوسط الذي كان فيه قلعة حصينة اتخذها مركزا له وما فتئ حتى استبد بالسلطان في الإقليم وصار أبناؤه وأحفاده يتوارثون الحكم مستقلين فانقسمت الدولة الصنهاجية بذلك إلى دولتين عرفت الجديدة بالدولة الحمادية. وقد كان هذا العمل مما ثار الجفاء والنزاع بين أبناء العمومة ومما أوهن دولتيهما معا ثم ما كان للعرب مجال للقيام بدور مهم فيه، فقد ذكر المؤرخون أن الجفاء اشتد بين الناصر بن علناس ملك الدولة الحمادية وتميم بن المعز ملك الدولة الزيرية فتجاذب الملكان بطون بني هلال وتحالف كل منهما مع فريق منهم، ولما تزاحف الطرفان للقتال حول المهدية عاصمة تميم، اتصل تميم بحلفائه وطلب منهم تخذيل إخوانهم عن الناصر وأمدهم بالمال والسلاح فأرسلوا إلى إخوانهم الذين مع الناصر يقبحون مساعدتهم للناصر ويخوفونهم منهم إن قوي ويعرضون عليهم التواطؤ عليه فاستجابوا إلى ذلك وأرسلوا يقولون لهم: اجعلوا أول حملة تحملونها علينا ونحن ننهزم بالناس، ولما وقع الاشتباك نفذوا المؤامرة فحاقت الهزيمة بالناصر وغنم العرب جميع ما في معسكره من مال وسلاح ودواب وتقاسموها فيما بينهم!.

فكان هذا الحادث مما زاد في تمكنهم في المغرب وازدياد قوتهم وزهوهم على البربر، ولقد أحنق ذلك قبائل مغراوه ويفرن ويلومي وعبدالواد وبني توجين وبني راشد وهي فروع زناته الكبرى وتضامنت فيما بينها ضدهم واشتبكت معهم اشتباكات عديدة فكانت الغلبة فيها لهم فزاد ذلك في تمكنهم واستعلائهم.


(١) انظر: رحلة التاجاني ص ٦٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>