للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خدمة الدولة المرينية وساعدوها على زناته كما اندمج بعضهم في خدمة الدولة الزيانية وساعدوا أبا حمو حتى تمكن من استرداد تلمسان واستئناف سلطانه بعد تشرده، وقد تملك هؤلاء في عهده الإقطاعات وغدت لهم في دولته العزة والجاه، وهم بطنان: جندل وخراش، وكل منهما يتفرع إلى فروع عديدة، وكان بنو مالك من زغبة ثلاثة بطون وهي بنو سويد وبنو الحرث والديالم، وكل منها يتفرع إلى فروع عديدة وقد كانت لهم إقطاعات في بلاد حمزة وبني حسن وتوجين، وكانت الرئاسة في بني سويد، ومن فروع بني سويد فلمة وشبانة ومجاهر وجونة وهبرة، وبنو الحرث بطون عديدة أيضًا منها العطاف وبنو زيادة والدهابقة وبنو نوال والعكارمة، وكان لهم في عهد المؤرخ إتاوة على بلاد سيرات والبطحاء وهوارة، وكان بنو سويد زعماؤهم حلفاء لبني عبد الواد ملوك تلمسان، فلما استفحل ملك بني مرين في عهد السلطان أبي عنان واستولى على تلمسان دانوا له فرعى حرمتهم ورفع زعيمهم وزمار بن عريف على سائر رؤساء البدو من زغبة وأقطعه السرسو وقلعة ابن سلامة وكثيرا من بلاد توجين، ولما مات استقدم ابنه أبا عريف إليه وأجلسه في مجلسه مكان أبيه وعقد لأخيه عيسى على البدو من قومه، وتخلى أبو عريف عن مركزه جنوحا إلى الترهب وبنى حصنا بوادي ملوية وكان يقيم فيه على عهد المؤرخ الذي قال أن ملوك بني مرين ظلوا يرعون حرمته ويؤثرونه بالشورى والمداخلة في الأحوال الخاصة مع الملوك والرؤساء من سائر النواحي فتوجهت إليه بسبب ذلك وجوه أهل الجهات من الملوك وشيوخ العرب ورؤساء الأقطار، وقد استفحل أمر قومه بل أمر زغبة فجاش مرجلهم سنة ٧٦٧ هـ على زناته ووطؤوا بلادهم بالمغرب الأوسط فأعجزوهم وتغلبوا على سائر البلاد بالإقطاع من السلطان طوعا وكرها.

ومواطن بني عامر: قبلي تلمسان مما يلي المعقل، وكانت مواطنهم قبل ذلك في آخرها مما يلي المشرق، وكانوا مع بني يزيد حيا واحدا وكان لهم الغلبة عليهم وعلى غيرهم في مواطن حمزة والدهوس وبني حسن، ولهم على وطن بني يزيد لهذا العهد ضريبة من الزرع مقدارها ألف غرارة متوارثة من عهد تغلبهم، وهم ثلاثة بطون وهي بنو يعقوب وبنو حميد وبنو شافع وكل منهم يتفرع إلى أفخاذ وفروع أخرى، وسياق المؤلف عنهم يفيد أن منهم من كان مع بني عبد الواد ملوك

<<  <  ج: ص:  >  >>