للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلمسان ومنهم من كان مع بني مرين، وأنه كان ينشب بينهم منازعات ومصاولات لسبب ذلك وأن كلا منهم أبلى في مساعدة الجهة التي كان معها ونال توجهها والحظوة لديها.

وبنو عروة: بطنان وهما النضر وخميس، ولكل منهما أفخاذ متفرعة عنهما، ومنهم من هو منتبذ في القفر - ينتجعون رماله ويصعدون إلى أطراف التلول، ومنهم من يقطنون جبل راشد، وهم متحالفون مع بني سويد يظعنون لظعنهم ويقيمون لإقامتهم.

٤ - وفي المغرب الأقصى مجموعة من القبائل العربية يجمعها اسم معقل (١) وموطنها صحاري هذا المغرب وقفاره، وهي ثلاث طوائف وهم ذوو عبد الله وذوو منصور وذوو حسان، ويزعمون أنهم من نسل جعفر بن أبي طالب.

ويقول ابن خلدون: والصحيح أنهم من عرب اليمن وقد جاءوا في القرن الخامس إلى المغرب الأوسط ثم انتقل منهم جماعات إلى المغرب الأقصى مع بني هلال، والذين بقوا في المغرب الأوسط منهم اندرجوا في جملة بني كعب بن سُلَيْم وداخلوهم حتى كانوا وزراء لهم في الاستخدام للسلطان واستئلاف العرب لهم، وقد نموا في المغرب الأقصى وكثروا وانتشروا في صحاريه وعمروا رماله، وكانوا أحلافا لزناته فيها، ولما ملكت زناته بلاد المغرب ودخلوا الأمصار والمدن تفردوا في الصحراء ونموا نموًّا لا كفاء له وملكوا أوطان زناته وقصورها من السوس غربا ثم توات ثم جودة ثم تمنطيت ثم واركلان وتاسيبت وتيكورارين وكل واحد من هذه المواطن وطن منفرد يشتمل على قصور عديدة وذات نخيل وأنهار (٢). وقد فرضوا الإتاوات على من بقي في جوارهم من زناته وغيرهم. وقد انضوى إليهم على طريق الحلف والولاء كثير من القبائل القديمة والطارئة مثل فزارة وأشجع والعمور وبطون من سُلَيْم وبني هلال حتى صاروا يعدون من جملتهم، وتفرعوا إلى فروع عديدة وكان لهم في عهد دولة بني مرين ثم في عهد الدول التي قامت


(١) انظر: ابن خلدون ج ٦ ص ٥٨ - ٧١.
(٢) يفهم من فحوى سياق ابن خلدون أن تعبير القصور كان يعني الواحة أو القرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>