بعدهم في المغرب الأقصى، أي الدول الوطاسية والسعدية والشريفية الحاضرة شأن كبير في الأحداث السياسية والحربية.
ولقد زار لسان الدين الخطيب وزير بني الأحمر المشهور سنة ٧٦١ هـ حينما جاء لاجئا إلى المغرب الأقصى أحد أمرائهم مبارك بن إبراهيم بن عطية بن مهلك ومدحه مدحا عظيما يدل على ما كان له وبالتالي لقبائل العرب من شأن في دولة بني مرين، وقد جاء في قصيدة المدح:
ساحات دارك للضياف مبارك … وبضوء نار قراك يهدي السالك
قل للذي قال الوجود قد انطوى … والبأس ليس له حسام فاتك
والجود ليس له غمام هاطل … والمجد ليس له همام باتك
جمع الشجاعة والرجاحة والندى … والبأس والرأي الأصيل مبارك
للدين والدنيا وللشيم العلى … والجود إن شح الغمام السافك
عند الهياج ربيعة بن مقدم … والفضل والتقوى الفضيل ومالك
ورث الجلالة عن أبيه وجده … فكأنهم ما غاب منهم مالك
ومما بدأ به خطبة ألقاها بين يديه:
(الحمد لله الذي جعل بيتك شهيرا، وجعلك للعرب أميرا، وجعل اسمك فألا، ووجهك جمالا، وقربك جاها، أنت أمير العرب وابن أمرائها وقطب سادتها وكبرائها. . إلخ)(١).
ومواطن ذوو عبد الله: بين تلمسان إلى وجده إلى مصب وادي ملوية في البحر، وينتجعون القفار وتنتهي رحلتهم فيها إلى قصور توات وتمنطيت وربما عاجوا إلى ذات الشمال، وهم مجاورون لبني عامر بن زغبة من بلاد سلطان بني عبد الواد، وبينهم فتن وحروب موصولة، وكان بينهم وبين بني عبد الواد مثل ذلك ثم أعطوهم الصداقة والطوائل وعسكروا معهم في حروبهم فأقطعوهم وجده وندرومه وبني برتاس ومديونة وبني سنوس وصار لهم على أهل هذه البلاد