للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإتاوات والوضائع وضربوا على بلد هنين بالساحل ضريبة الإجازة منها إلى تلمسان فلا يسير ما بينهما مسافر إلا بإجازتهم ومقابل ضريبة يؤديها إليهم، وهم بطنان الهراج والخراج، وكان يعقوب بن يغمور شيخ الخراج لعهد السلطان أبي الحسن المريني فلما تغلب هذا على تلمسان حرض بعض الزعماء عليهم فأرسل عسكرا لانتزاع أملاكهم فأعلنوا العصيان والتمرد وهاجموا عسكر السلطان فقتلوا قائدهم وانتهبوا المعسكر وفر يعقوب إلى الصحراء، حيث ظل شريدا إلى أن بسم الحظ لبني عبد الواد واستأنفوا سلطانهم فعاد ونال لديهم الحظوة والبر ولم تزل زعامتهم لهذا العهد - عهد المؤرخ - في بني يعقوب، أما زعامة فرع الهراج فهي في أبناء مناد وخدمتهم في الغلب لبني مرين.

وذوو منصور: هم معظم المعقل وجمهورهم، ومواطنهم تخوم المغرب الأقصى من قبلته ما بين ملوية ودرعة، وهم أربعة بطون أولاد حسن وأولاد أبي الحسين ويمتان إلى شقيقين، ثم أولاد عمران وأولاد منبا ويمتان كذلك إلى شقيقين.

ومما ذكره ابن خلدون من أحوالهم أن أولاد أبي الحسين عجزوا عن الظعن فنزلوا قصورا اتخذوها بالقفر ما بين تافيلات وبتكورارين، وأن أولاد حسين هم جمهور ذوي منصور ولهم العزة عليهم واسم زعيمهم لهذا العهد يوسف بن علي، وأن مواطن أولاد عمران مجاورة لمواطن أولاد حسين من ناحية الشرق، وفي مجالاتهم بالقفر تافيلات وصحراؤها وبالتل وملوية وقصور وطاط وتازي وبطوية وعساسة، ولهم على ذلك كله الإتاوات والوضائع والإقطاعات السلطانية وأن زعيمهم لهذا العهد - عهد المؤرخ - سُلَيْمان بن ناجي، ومن عادتهم النجعة للقفر والإكثار من الغزو واعتراض العير وقصور الصحراء، وأن أولاد منبا شركاء لأولاد عمران في المواطن والنشاط ورئاستهم لهذا العهد لمحمد بن عبد الله، وأنه كان بين ذوي منصور ويعقوب بن عبد الحق المريني وقائع وقد أوقع بهم في صحراء درعه فلما مات ثم مات ابنه يوسف تمردوا وأخذوا بثأرهم ثم دانوا للمرينيين بالطاعة وأداء الصدقة إلى أن وهن أمر الدولة في ظرف فاعتزوا ومنعوا الصدقة، ولما استولى السلطان أبو عنان على تلمسان سنة ٧٥٠ هـ فرَّ إليهم زعيم بني عامر مستجيرا فأجاروه وزحف عليهم أبو عنان فوقفوا في وجهه ولم يظفر منهم بطائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>