ومواطن ذوي حسان هي في نواحي ملوية إلى البحر، ويعرفون بعرب السوس حيث كان استصرخهم صاحب السوس بعد الموحدين على قبيلة اسمها كزولة من ظواعن بسائط السوس فصارخوه وارتحلوا إليه بظعائنهم وغلبوا التي في البسائط ووضعوا عليها الإتاوات، وقد بلغ من أمرهم أن صاروا يتقاضون الجبايات من المصامدة وصنهاجة في هذه البسائط، ورئاستهم لهذا العهد هي لأولاد أبي الخليل.
٥ - بنو سُلَيْم (أبناء عمومة بني هلال): لقد كان مواطنهم قبل زحفهم إلى إفريقيا مع بني هلال في براري مصر الشمالية الغربية بين الإسكندرية وعقبة برقة وهم أربعة فروع رئيسية: بنو هيب وبنو عوف وبنو ذباب وبنو زغب.
ومواطن بني هيب: من أول أرض برقة مما يلي إفريقيا إلى العقبة الصغيرة، ولا يزالون هنا لهذا العهد - عهد المؤلف أواخر القرن الثامن الهجري - ومن بطونهم بنو حميد وبنو محارب، وقد استولوا على إقليم طويل ولم يبق فيه مملكة ولا ولاية إلا لأشياخهم، وكان في خدمتهم جماعات من البربر واليهود يحترفون الفلاحة والتجارة، وكان معهم ولا يزال جماعات من رواحة وفزارة، ومن مشاهير مشايخ الأعراب لهذا العهد أبو ذوئيب.
وكانت مواطن بني عوف من وادي قابس إلى أرض بونة، وهم بطنان مرداس وعلَّاق، وكانوا قد أقاموا حين أجارتهم على أثر الهلاليين ببرقة. فلما كانت فتنة ابن غانية وقراقش بجهات طرابلس وقابس - وقد مرت إشارة إليها - تجمعوا إليهم فيمن تجمع من أوشاب القبائل فاعصوصبوا عليهم وكان لهم معهم حروب، واستصرخوا رياحا الهلاليين فصارخوهم، ولما هلك ابن غانية ورسخت الدولة الحفصية بإفريقيا جاءوا إليها بزعامة شيخهم مسعود، ولقد أراد الملك الحفصي أبو زكريا إخراج رياح من إفريقيا بسبب ما كانوا عليه من العبث والفساد فتألف بطون بني سُلَيْم واصطنعهم بسبيل ذلك واستظهر بهم وأنزلهم بساح القيروان وأجزل لهم الصلات والعوائد ثم أغراهم ببني رياح فزاحموهم بالمناكب بعد أن كانت لهم استطالة على جميع بلاد إفريقيا - المغرب الأوسط وخاصة