للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تونس - فنشبت بينهم الحروب وتمكنوا من إزاحتهم عن إفريقيا إلى تلول قسنطينة وبجاية إلى الزاب وما يليه حيث صارت مواطنهم وظلت كذلك إلى هذا العهد، وقد ملك بنو عوف سائر ضواحي إفريقيا وتغلبوا عليها واصطنعهم السلطان وأثبتهم في ديوان العطاء ولم يقطع شيئا مما في أيديهم واختص بالولاية منهم أولاد جامع من مرداس فكانوا خالصة له، ولكن هذا لم يدم حيث تغيرت الحال بينهم وبين خلفاء أبي زكريا، وكان زعيمهم عنان بن جابر فذهب مغاضبا ولحق بالخليفة السعيد من بني عبد المؤمن في مراكش وحرضه على الحفصيين، وظل بطن علَّاق مواليا للحفصيين فلما استفحل ملك المستنصر منهم حرضهم على بني عمومتهم بني مرداس فحاربوهم وغلبوهم على أوطانهم وأخرجوهم من إفريقيا فصاروا إلى القفر وهم اليوم به، وقد تمكنوا من التغلب من ضواحي قسنطينة وصار لهم إتاوة على توزر ونفطة وبلاد قسطيلة وعمروا كثيرا من القفر.

ولقد استقام أمر بني علَّاق وصارت لهم الزعامة على بني عوف بعد نزوح بني مرداس، وشملت رعامتهم بطون حُصين ودلاج من رياح (١) وعلا شأنهم عند الدولة واعتزوا على سائر بني سُلَيْم، وكانت الزعامة في عهد الملك المستنصر لشيخ اسمه الحاج كعب وقد أقطع له السلطان أربع قري في نواحي صفاقس والجريد وأفاد جاها وثروة، وقد استقرت الزعامة في ولده برغم ما كان من تناحر وتنافس بين فروع بني علَّاق وتدخل الملوك الحفصيين.

وكانت مواطن بني ذباب ما بين قابس وطرابلس إلى برقة، وقد ظلوا حيث هم إلى هذا العهد، وهم بطون عديدة منها أولاد أحمد وبنو يزيد والنوائل وأولاد سنان وأولاد وشاح، وزعامة هذا الفرع في أولاد وشاح، وهي لهذا العهد في بني مرغم بن صابر منهم.

ولم يذكر ابن خلدون بني زغب رابع فروع بني سُلَيْم الرئيسية إلا بإشارة خاطفة حيث قال: إنهم بإفريقيا (إقليم تونس) مع إخوانهم.


(١) رياح هنا هم بطن من بني عوف، وهم غير قبيلة رياح الهلالية المشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>