للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه سلسلة من هذه الصور التي رواها المؤلف في سيرة الدول البربرية ومعها بعض صور رواها ابن خلدون:

١ - إن جماعات كثيرة من قبائل العرب من بني جابر والأثبج والعاصم وعرب الخُلَّط كانوا في حملات الجهاد التي قادها أو سيَّرها الملك الموحدي يعقوب وابنه المنتصر إلى بلاد الأندلس في القرنين السادس والسابع للهجرة، وأنهم أبلوا في الجهاد بلاء حسنا (١).

٢ - إن عرب الخُلَّط النازلين في تامسنا خالفوا بزعامة زعيمهم هلال بن حميدان الملك العادل بن المنصور الموحدي حينما تولى الملك وظاهروا أخاه المأمون لأن العادل آوى إليه قبيلة بني سفيان التي كان بينها وبينهم منافسة وعداء، وأن هذه المظاهرة كانت من عوامل نجاح المأمون ووصوله إلى الملك، وأن عرب الخُلَّط بزعامة هلال ظلوا إلى جانبه إلى أن هلك فبايعوا ابنه الرشيد وجاءوا به إلى مراكش، وقد استباح هذا بني سفيان إرضاء لهم، وقد صارت زعامتهم بعد هلال لأخيه مسعود فأغراه أحد كبار رجال الدولة المُلقَّب بشيخ العساكر فخالف على الرشيد، غير أن هذا تمكن من توطيد ملكه ثم تعقب مسعودا ومحرضه فقتلهما واعتقل أولاد هلال ثم أطلقهم ثم اعتقلهم وقتلهم، وقد أحنق ذلك عرب الخلط وجعلهم ينحازون إلى بني مرين الذين كان نجمهم آخذا بالسطوع (٢).

٣ - إن الملك المريني يعقوب (القرن السابع للهجرة) كتب إلى عرب جُشَم وأميرهم يومئذ على الخُلَّط بأن يناصروا أبا دبوس أحد الأمراء الموحدين حينما استنجد به، فانضموا إليه فزحف بهم على مراكش، وانضم إليه كذلك عرب سفيان وبني جابر بزعامة كبيرهم علوش بن كانون السفياني، وقد تمكن أبو دبوس بسبب ذلك من الاستيلاء على مراكش وإزاحة ابن عمه المرتضى عن العرش والحلول محله (٣).

٤ - إن أحد زعماء البربر في عهد المرتضى الموحدي (القرن الثامن للهجرة)


(١) ج ٢ ص ٢٠ - ٣٠ الاستقصاء.
(٢) ابن خلدون ج ٦ ص ٢٩، ٣٠.
(٣) الاستقصاء ج ١ ص ٢٠٧، ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>