للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلن الثورة فتضامن معه قبائل الشبانات وذوي حسان من عرب معقل وقبائل جزولة فاستفحل أمره بهذا التضامن وقد اغتر بما صار إليه أمره فأرهف حده للعرب وسامهم الهضيمة فزحفوا عليه وقتلوه (١).

٥ - لما انبرى يغمراسن ملك تلمسان لمناوأة الملك يعقوب المريني زحف عليه هذا بحملة قوية كان فيها كثير من قبائل العرب مثل سفيان والخُلَّط والعاصم وبني جابر وذوي حسان والشبانات والأثبج ورياح وعرب السوس الأقصى وبلاد الهبط (٢).

٦ - لما صار العرش المريني إلى أبي عنان وفد عليه أولاد مهلهل أمراء بني كعب من سُلَيْم وأقيال بني أبي الليل وبايعوه وحرضوه على ملك تونس الحفصي الذي كان إذ ذاك أبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر فاستجاب لتحريضهم وسيَّر معهم عسكرا كما سيَّر أسطوله لحصار تونس من البحر، فذعر الملك الحفصي وفر، ودخل العرب وعسكر أبي عنان تونس وملكوها وأرسلوا بالبشرى إلى أبي عنان، وكان لعرب رياح في إقليم تونس يد مبسوطة وخفارة يفرضونها على السابلة، فأراد أبو عنان أن يشدد قبضته عليهم فأجمعوا على خلافه وخرجوا إلى الزاب بقيادة زعيمهم يعقوب بن علي، وسار الملك المريني خلفهم فارتحلوا إلى القفر فخرب حصونهم في الزاب ورجع مكتفيا بذلك.

٧ - إن ضرر عرب الشاوية تزايد وشرهم استطار في أواخر عهد بني مرين اغتناما لما ألم بالدولة من ارتباك وزحفوا إلى أحواز مكناس وفاس وعاثوا وأفسدوا، وهؤلاء العرب بطن من سويد إحدى قبائل بني مالك بن زغبة الهلاليين وقد سموا بالشاوية؛ لأن أجدادهم سكنوا في ناحية بهذا الاسم حينما قدموا إلى المغرب الأقصى في زمن أول ملوك بني مرين، وكان زعماؤهم حكام الناحية بالإضافة إلى نواح مجاورة أخرى كانوا يتصرفون فيها (٣).

٨ - إن أهل فاس بايعوا بعد قتل عبد الحق آخر ملوك بني مرين (٨٦٩ هـ)


(١) المصدر السابق ص ٢٠٧، ٢٠٨.
(٢) المصدر السابق ج ٢ ص ١٠ - ١٦.
(٣) ص ١٣٥، ١٣٦، ١٥٨، ١٥٩ نفس الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>