للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف عبد الله الحفيد من ذرية إدريس الكبير فزحفت قبائل زغبة الهلالية إلى أحواز فاس ومكناس وأخذت تعيث فيها فلم يستطع أن يفعل معها شيئا (١).

٩ - لما نشط أبو حمو موسى في سبيل استعادة ملك آبائه في تلمسان في أواسط القرن الثامن كان لبني عامر بن زغبة الهلاليين أقوى يد في نجاحه، ولقد كانوا على خلاف مع المرينيين منذ استيلائهم على تلمسان فاتصل زعيمهم صغير بن عامر بأبي حمو وعرض عليه مساعدته على استعادة تلمسان وتضامن معهم قبائل بني معقل وغيرهم من العرب فزحفوا في جموع كبيرة واستطاعوا أن يستولوا على المدينة، ونتيجة لذلك قامت الدولة الزيانية التي كان أبو حمو أول ملوكها. ولقد كرَّ المرينيون على تلمسان واستطاعوا أن يشردوا أبا حمو عنها، غير أنه كرَّ ثانية مع أنصاره العرب وتمكن من استرداد المدينة سنة ٧٦٠ هـ مما اضطر السلطان المريني أبا سالم إلى الاعتراف بسلطانه والتهادن معه فتوطدت دولته وعمرت طويلا (٢).

١٠ - كان عرب بني سويد في منطقة تلمسان غير موالين لأبي حمو فاستصرخوا أبا فارس الملك المريني (القرن الثامن للهجرة) فنهض لنجدتهم واتصل الخبر بأبي حمو فجمع المجموع وخرج للقائه، ولكن العرب من بني معقل تفرقوا عنه هذه المرة فأجفل هو وأولياؤه من بني عامر ودخلوا القفر، وقد تمكن أبو فارس من احتلال تلمسان نتيجة لذلك، ثم أرسل إلى أبي حمو ومن معه فأدركوه وأجهضوه عن ماله وعسكره واكتسحوا ماشية العرب الذين معه وأموالهم (٣).

١١ - إن زعيما من البربر اسمه علي بن بدر بسط سلطانه على بلاد السوس في أواسط القرن السابع وكانت قبائل عرب هذه البلاد عدته فتبطرت عليه فزحف للإيقاع بها فصدمت له وكسرته وقتل هو في المعركة (٤).

ولقد ذكر العكاك في كتابه تاريخ الجزائر (٥) - وهو مؤرخ معاصر - خبر زحف بني هلال وبني سُلَيْم وانتشارهم في بلاد المغرب بعبارة مقتضبة وقال فيما


(١) ص ١٥٩، ١٦٠.
(٢) ابن خلدون ج ٧ ص ١٢٢ - ١٤٨.
(٣) نفس المصدر والصحف السابق ذكرها.
(٤) ابن خلدون ج ٦ ص ٢٧٢ - ٢٧٤.
(٥) ص ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>