البضائع التي كانت القوافل تحملها من الشمال، وهذه التجارة لا تزال موجودة ولكنها تجري بصفة غير مباشرة وأصبحت تجارة داخلية في الهجار.
كان الملح والتمور يجري تبادلها في العصور الماضية في البلدان الواقعة على منعطف النيجر بالجمال والغنم والذرة والأرز، كما كانت الجمال وجلود الماعز تباع في غدامس في مقابل السيوف والثياب المطرزة والتمور والشاي والسكر، وهذا المركز التجاري العريق "غدامس" لا يزال حتى الآن مهما لإنتاج الأدوات والأواني المعدنية والسيوف وللتجارة فيها.
وإلى جانب تجارة القوافل يمارس الطوارق نشاط مراقبة القوافل في الأراضي الواسعة التي تخضع لسيطرتهم، فقد ذكر المستكشف الألماني بارث منذ نحو قرن أن أمنوكل الهجار، "جيمانا" كان يسيطر على جميع النشاط التجاري الذي يجري عن طريق القوافل بين مرزق وتمبكتو، وهذه الحالة ربما كانت ترجع إلى عدة قرون قبل ذلك التاريخ، والمعروف على أي حال، أن طوارق الهجار كانوا يسيطرون على طرق التجارة في المنطقة التي تمتد بين "أوادان" وجنوبه حتى شمال نيجيريا وذلك على الأقل، منذ أوائل القرن الخامس عشر الميلادي.
كان الطوارق الذين يسيطرون على طرق التجارة في المناطق الجنوبية الغربية يمدون القوافل التي تمر بهذه الأراضي بأدلاء ومرشدين مسلحين لحمايتها، وفي مقابل خدمات الحماية يفرضون إتاوة تقدر قيمتها على أساس قيمة البضائع التي تنقلها القافلة وعلى أساس ثروة مسيِّرها، على أن أصحاب القوافل كانوا كثيرًا ما يرفضون الرضوخ لتقديرات الطوارق، كما أن بعض القوافل تصطحب معها في بعض الأحيان مرشدين وحراسا مسلحين، وفي هذه الحالة تسير القافلة بدون حماية. ولكن الطوارق يتعرضون لها في معظم الحالات ليثبتوا سلطانهم في أراضيهم، وحتى يتخذوا من القافلة الممتنعة موعظة ودرسا لغيرها، وهكذا كان الطوارق، مثل عرب الشعانبة، جيرانهم في الشمال، يفرضون سلطانهم على حركات التبادل التجاري في الصحراء الجنوبية الغربية قرونا عديدة، ومثل غيرهم من القبائل الصحراوية القوية، كان الطوارق يمارسون نشاطًا آخر مربحا من الناحية الاقتصادية، وذلك هو نشاط الغارة على القبائل الأخرى، إما لغرض السلب