للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغرب إلى صنهاجة وبين القطاعين الشمالي والجنوبي توجد مجالات القبائل الزناتيه من غدامس إلى البحر المحيط، وذلك قبل صعودها إلى الشمال وتغلبها عليه وتأسيسها لممالك وإمارات استأثرت بحكم نصفه الغربي.

وكانت قبيلة لواتة أولى القبائل البربرية التي تسكن بتخوم المغرب الشرقية وتجاور قبائل غير البربرية خارج حدوده، فقد كانت تعمر جميع إقليم برقة وجزءا كبيرا من إقليم طرابلس وتبلغ بطونها في النجعة شط الجريد، وهي أول قبيلة واجهها العرب عند دخولهم الأول إلى المغرب فآمنت وأسلمت وصارت لهم دليلا على استكشاف الأراضي التي تجاورهم غربا ونصيرا قويا على تطويع القبائل التي تسكنها، وقد ذكرهم ابن عبد الحكم (١) في كتابه عن فتوح مصر وإفريقيا وهو من أقدم المؤلفين المسلمين الذين كتبوا عن الفتح العربي لأرض المغرب، وذكر ابن خلدون أنه كان للواتة في الماضي مدن عريقة مثل لبدة وزويلة وبرقة وقصر حسان، ويظن بعض المؤرخين أن اسم لوبيا الذي أطلقه اليونان على بلاد المغرب مشتق من اسم لواتة التي كانت قبائلها تعمر جانبها الشرقي وهو الجانب الأكثر احتكاكا ببلاد اليونان والأقرب مسافة إليها (٢) وإلي الغرب من لواتة كانت توجد مواطن نفزاوة التي عرف باسمها الجنوب التونسي كله وما يتاخمه من بلاد طرابلس شرقا وجنوب عمالة قسنطينة غربا، ومن أوسع بطون نفزاوة وأشدهم بأسا بطن ورفجومة الذي كان له تمنع بطرف من جبل أوراس وفتن وثورات في النصف الأول من القرن الثاني الهجري تمكنوا في بعضها من الاستيلاء على القيروان وقتل من كان يسكنها من قريش وسائر العرب، وخلف اللواتيين والنفزاويين كانت تسكن قبيلة نفوسة التي يعرف بها الجبل الشهير الواقع جنوب مدينة طرابلس، وقبيلة سدارتة التي سميت بها منطقة وركلة (٣)، وبقربهم كانت مواطن هوارة ومطماطة، وإلى هذه القبيلة الأخيرة ينسب جبل مشهور بجنوب القطر التونسي.


(١) فتوح إفريقيا والأندلس ص ٢٨.
(٢) Gautier. Le Passe de L Afrique p.٢٣٠
(٣) وتُسمى ورقلة وهي في صحراء الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>