وإلى الغرب من مواطن نفزاوة كان موطن قبيلة جراوة الشهيرة بجبال أوراس، وهي قبيلة الكاهنة التي أعيت العرب لأول الفتح، كما أنها من شعب زناته الذين غمروا المغرب الأوسط فيما بعد حتى عرف بهم وسمي باسمهم ودعي وطن زناته، وجبل أوراس إلى غرب منطقة الزاب كانت مساكن قبيلة أوربة (وربة) التي دحرها العرب لأول الفتح وساقوها أمامهم إلى المغرب الأقصى، ثم مواطن مغراوة إلى الشمال الغربي على وادي شلف، ومغيلة على ساحل البحر شرقي مصبه، وبني يفرن ومديونة إلى الجنوب والجنوب الغربي من وهران وتلمسان، وشمال هذه المدينة كانت قبيلة ولهاصة على مصب وادي تافنا وقبائل سطفورة أو كومية بجبال ترارة، وقد ضعف أمر هذه القبيلة العظيمة منذ أيام الموحدين الذين أنفقوها في العسكرة والحروب حتى ذكر أنهم نقلوا منها دفعة واحدة ٥٠،٠٠٠ فارس إلى مراكش، ولكن ندرومه التي هي إحدى بطونهم والتي تُسمى بها مدينة طيبة لطيفة بتلك الجبال بقيت تذكر بها، وإلى الغرب والجنوب من كومية كانت مواطن مطغرة أو (مدغرة)، وهي قبيلة عمرت المنطقة الممتدة من توات إلى سجلماسة، وإلى الشمال من مواطنهم بسهول انكاد وما يقع أمامها وخلفها من جبال إلى ممر تازة كانت تسكن قبائل زناته، ومن أشهر القبائل المعدودة منها قبيلة مكناسة التي كانت تسكن بطونها على طول نهر ملوية من منبعه بالأطلس المتوسط قرب إقليم تافيلالت إلى مصبه بالبحر الأبيض المتوسط.
أما البربر البرانس فأكبر شعوبهم كُتامة وصنهاجة ومصمودة، فقبائل كتامة كانت مواطنها بعمالة قسنطينة وجزء من غرب القطر التونسي من جبل أوراس إلى شاطئ البحر، وكانت لهم هناك مدن مذكورة مثل القل وجيجل وعنابة وقسنطينة وسطيف وباغاية وبلزمة ونقاوس وميلة، ويرجح أن قبائل زواوة الساكنة إلى الغرب منهم أيضًا، وكانت قبائل صنهاجة غربي مواطن كتامة بين بجاية ولمدية والبحر، ومن أكبر حواضرهم عاصمة الجزائر التي تُدعى بني مزغنة إضافة إلى إحدى قبائلهم الشهيرة، وبجوار صنهاجة كانت تسكن قبيلة عجيسة البرنسية بجهات المسيلة وقلعة بني حماد، وقبيلة لماية البترية التي كانت تسكنها قرب تاهرت، وبعد ذلك تسود القبائل البترية شمالا وجنوبا باستثناء منطقة وهران التي