للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن يشكر بن "عَدَوان" (١) بن عمرو بن قيس عَيَلان بن مُضَر بن نزار - في نصر بني نِزار على قُضَاعة، وطردهم من بلاد بني عدنان كلها قال شعرًا منه:

قُضَاعة أجلينا من الغور كله … إلى فلجات الشام تزجى المواشيا

لعمري لئن صارت شطيرًا ديارهم … لقد تأصر الأرحام من كان نائيا

وما عن تقال كان إخراجنا لهم … ولكن عقوقًا منهم كان باديا

بما قدم (٢) النهدي لا در دره … غداة تمنى بالحرار (٣) الأمانيا

فسارت تيم اللات بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضَاعة وفرقة من بني رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة وفرقة من الأشعرين نحو بلاد البحرين حتى وردوا هِجْر وبها يومئذ قوم من النِبَط فأجلوهم عنها، فقال مالك بن زهير بن عمرو بن فَهْم بن تيم اللات بن أسد وبرة:

نزعنا من تهامة أي حي … فلم تحفل بذاك بنو نِزار

ولم أك من أناسكم ولكن … شرينا دارًا آنسة بدار

فلما نزلوا بهِجْر قالوا للزرقاء بنت زهير - وكانت كاهنة - ما تقولين يا زرقاء؟ قالت: سعف وإهان وتمر وألبان خير من الهوان.

ثم ٠ أنشدت تقول:

ودَعْ تهامة لا وداع مخالق … بذمامه مكن قلى وملام

لا تنكري هجر مقام غريبة … لن تعدمي من ظاعنين تهام

قالوا وما ترين يا زرقاء؟ قالت مقام وتنوخ ما ولد مولود وأنفقت فروخ إلى أن يجيء غراب أبقع أصمع أنزع عليه خلخالًا ذهب فطار فألهب ونعق فنعب يقع


(١) عَدَوان: قبيلة من قيس عَيَلان (مُضَر) العدنانية وما زال لها باقٍ في المملكة العربية السعودية ومنها (دوس) رهط أبي هريرة - رضي الله عنه - ودوس دخلوا في الأزد، وكما منهم عثمان المضايفي له دور تاريخي في عصر الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.
(٢) بما قدم النهدي: يقصد حَزيمة لما أنه تعرض بالشعر لابنه يذكُر ثم قتله غدرًا.
(٣) تمنى الحرار أي أن حَزيمة القُضَاعي آذى ابنه يذكر الحرة ذات الحسب والنسب من عَنَزة بن أسد بن ربيعة، وهنا يقصد الشاعر أن الخطأ والجور كان من حَزِيمة وقومه من قُضَاعة على بني نِزار فاستحقت قُضَاعة ما حل بها من ضَيْم وتشريد في البلاد من قبل "ربيعَة ومُضَر".

<<  <  ج: ص:  >  >>