للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مُضَر وربيعَة وبغوا عليهم فأصابتهم بلوى في سنة واحدة هلك أغلبهم، فضعفوا فطردهم بنو مُضَر وبنو ربيعَة من تهامة، وهذا ملخص مبسَّط من معجم ما استعجم. وفي الأغاني. ذكر أنه: لما أصابتهم السنة تفرقت إياد إلى ثلاث فرق إحداها سلكت البحر فهلكت، وفرقة قصدت اليمن، وفرقة قصدت أرض بكر بن وائل (البحرين والجزيرة وسواد العراق).

وقبيلة ثقيف كما أيده البكري وبعض النسَّابين وباعتراف من قدمائهم شعرًا مثبوتًا أن جدهم يُسمَّى قُسي بن منبه بن النبيت بن منصور بن يقدم بن أُفصى بن دعمي بن إياد.

وكان قُسي قد تفتَّك على قومه من إياد الذين نزلوا باليمن، وقد تفتك أيضًا على من جاور قومه من حِمْيَر وهم أغلب أهل اليمن فنابذوه وقد انحاز عنهم، ثم قتل أحد جباة الضرائب لأَحد ملوك اليمن في حينه وكان معه النَّخع (١) ابن خالته والذي تيامن قومه من إياد ودخلوا في القحطانية. وهرب قُسي بن مُنَبه والنخع شمالًا تاركين قومهم من إياد في اليمن فنزل النخع في بيشة وتحول إلى الدثينة وكوَّن قبيلة نسبت خطأ في مَذْحج القحطانية، أما قُسي بن مُنَبه فنزل بوادي القِرَى لدى عجوزًا كانت على دين اليهودية وصار كابن لها، فلما ماتت أعطته ذهبًا كثيرًا وقضبانًا من العنب، فنزل في وادي ووج قرب الطائف فرأى فتاة ترعى غنمًا فطَمِعَ أن يقتلها ويأخذ أغنامها، فلما أحست بذكاء فطري قالت له طى ما في نفسه، قال: نعم هذا ما فكرت فيه، فقالت: بئس ما تنوي، إن الغنم لعامر بن الظرب العدواني (٢) حكم من حكام العدنانية ومن كبار قيس عيلان وسوف تُقتل وتذهب نفسك ومالك إن أقدمت على ذلك فاذهب إلى عامر واستجر به يجرك هو أكرم


= إيادا يوم خانق قد وطئنا … بخيل مضمرات قد برينا
تعادي بالفوارس كل يوم … غضاب الحرب تحمي المحجرينا
فأنبا بالنهاب وبالسبايا … وأضحوا في الديار مجدلينا
(١) النَّخع: هو جسر بن عمرو بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن مَعَد بن عدنان (دخلوا في مَذْحج القحطانية).
(٢) قبيلة عُدْوان: هو ابن عمرو بن قيس عَيْلان بن مُضَر ومنازلهم قديمًا بالطائف، ثم غلبتهم بني عامر (هوازن) عليها واتفقت مع ثقيف، ثم تغلبت ثقيف واستبدت بالطائف وقد بنت سورًا بمساعدة رجل =

<<  <  ج: ص:  >  >>