للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك سبيلًا وأسلم لنفسك، والقصة طويلة انتهت بأن قُسيا قد تزوج بنت عامر بن الظرب، وقد لُقِّب قُسي (بثقيف) لما أنه غرس قضبان العنب فأنتجت كرومًا قد ملكها، فقالت العرب من قيس أو عُدوان ما أثقفه حين ثقف عامر بن الظرب حتى أمنه وزوجه وأجاره عن عامة قومه، ثم نراه يزرع الكروم والأعناب!! ونذكر بيتين لأمية بن أبي الصلت من زعماء ثقيف المشاهير قديمًا قال:

فأما تسألي يا بُثن عني … وعن نسبي أخبرك اليقينا

فانا للنبيت بن قُسَي … لمنصور بن يقدم أقدمينا

لأُفْصى عصمة الهلاك … على أُفْصى بن دُعْمي بُنينا

ودُعْمي به يُكنى إياد أُفْصى … إليه تنسبي كي تعلمينا

وقال مالك بن عوف (بني نصر) زعيم هوازن كلها وحتى غزوة حُنين الشهيرة وذلك موجهًا ضعره إلى ثقيف قائلًا:

ألا أبلغ ثقيفًا حيث كانت … بأني ما حييت لكم معادي

فإني لستُ منكِ ولستِ مني … فحُلِّي في أحاظة (١) أو إيادِ


= من اليمن على الطائف، وعدوان منهم حتى الآن في نواحي الطائف ومنهم جماعة دخلوا مع زهران (الأزد القحطانية) في عسير بالسعودية والتي فيها الكثير من قيس، وإلى دوس من عدوان مع زهران ينتمي أبو هريرة - رضي الله عنه، ومنهم عثمان بن عبد الرَّحمن المضايفي كان قائدًا من قواد الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود في الدولة السعودية الأولى واشترك في قتال قوات محمد على باشا في الحجاز وهزمها في بداية الأمر قبل وصول الحملة التالية، وكان مع عبد الله بن سعود وذلك عام ١٢٢٦ هـ (الجبرتى تاريخ مصر). ومن عدوان قبيلة في شمالي الأردن، ومنهم بالواد سوف في الجزائر حلفاء الهلالة وبني سُلَيم.
(١) أحاظة: بطن من ذي الكلاع من حِميَر القحطانية ويضرب به العرب مثلًا في تباعد الرحم، وذكر مالك بن عوف هنا أحاظة لما أن قوم ثقيف دخلوا في حِمْيَر قديمًا ببلاد اليمن.
* في مروج الذهب للمسعودي قال المغيرة بن شعبة الثقفي:
ما لحي مَعْد على إياد فضل
إن ثقيفًا لَمْ تكن هوازنًا
ولم تناسب عامر ومازنا
إلَّا حديثًا وافق المحاسنا

<<  <  ج: ص:  >  >>