للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتنافسوا فيها وبيان ما صار لكل قبيلة من تلك الجبال وبلادها في الموضع الذي فيه فحالفت بطون من جُهينة بطونًا من قيس عَيلان (مضَر) ونزلوا ناحية خيبر وحرَّة النار إلى القُف، وفي ذلك يقول الحسين بن حمام المُرِّي من غَطَفان في الحرب التي كانت بين صرمة بن مُرة وسهم بن مُرة:

فيا أخوينا من أبينا وأمنا … دروا موالينا من قُضَاعة يذهبا

فإن أنتم تفعلوا لا أبا لكم … فلا تعلقونا ما كرهنا فنغضبا

فلم تزل جُهَيْنة في تلك البلاد وجبالها والمواضع التي حصلت لها اليد الذي صار لأَشْجَع (غَطَفان) ومُزينة في المنازل والمحال التي هم بها إلى أن قام الإسلام وهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة المنورة، ثم ظعنت بعد جُهَيْنة، وسعد بن هذيم ونهد ابنا زيد بن ليث بن أَسْلُم بن الحاف بن قُضَاعة فنزلوا وادي القِرَى والحجر والجناب وما والاهن من البلاد، ولحقت بهم حوتكة بن سود بن أَسْلُم بن الحاف بن قُضَاعة وفصائل من قدامة بن جَرْم بن ربَّان وهو عِلاف بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضَاعة وبنو ملكان بن جرْم عدا شكْم بن عدي بن غنم بن ملكان بن جَرْم، وهم بطن ينسبون إلى فزارة من غَطَفان (قَيس عَيْلان) ويقولون شكم بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، والقوم حيث وضعوا أنفسهم أي هم أدرى بنسبهم.

فنزلت هذه القبائل تلك البلاد فلم يزالوا حتى كثروا وانتشروا فوقعت بينهم الحرب، وكان العدد والقوة والعزة والثروة في قبائل سعد بن زيد، فأخرجوا نهدًا وحوتكة وبطون جَرْم منها ونفوهم عنها، ورئيس بني سعد يومئذ رزاح بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عُذْرة بن سعد بن زيد - وكما سبق ذكره فهو أخو قُصي بن كِلاب القُرَشي لأمه - ولم تجتمع قُضَاعة على أحد غير رِزاح وزهير بن جناب الكَلْبي - فقال زُهير لما بلغه الذي كان من أمرهم وإخراج رزاح قومه تلك القبائل من تلك البلاد كرامة لذلك، وعرف ما في تفرقهم من القلة والوهن وقد ساءه فقال شعرًا منه:

ألا من مبلِّغ عني رزاحًا … فإني قد لحيتك في اثنين

لحيتك في بني نهد بن زيد … كما فرقت بينهم وبيني

حوتكة بن أسلُم إن قوما … عنوكم بالمساءة قد عنوني

<<  <  ج: ص:  >  >>