للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت. وفي سيرة ابن هشام للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن هذه الأبيات قائلها قُصي بن كِلاب القُرَشي وليس زُهَير بن جَنَاب الكَلْبي القُضَاعي، والله تعالى أعلم بمن قالها.

فظعنت نهد وحوتكة وجَرْم من تلك البلاد وافترقت منها فصائل في العرب فلحقت بنو أبان وبنو نهد ببني تَغْلِب بن وائل (ربيعة)، فيقال أنهم رهط الهذيل بن هُبيرة التَغْلبي، وقد قال عمرو بن كلثوم التَغْلِبي فارس ربيعة وتغلب الشهير وهو يعني الهُذيَل بن هبيرة:

هلكت وأهلكت العشيرة كلها … فنهدك نهد لا أرى لك أرقما!

وقال بشر بن سوادة بن شلوة في ذلك للهُذيل بن هبيرة:

أنهديًا إذا ما جئت نهدًا … وتُدعى بالجزيرة من نِزار

ألا تغنى كِنَانة عن أخيها … زُهير في الملمات الكبار

قيبرز جمعنا وبنو عدي … فيعلم أينا مولى صُحار

وقد قال خِرَاش أن هذا الشعر لعمرو بن كلثوم التَغْلِبي وليس لبشر.

وسارت حَوْتكة بعد إلى مصر، وأقام منهم أناس مع بِلِّي وأناس مع بني حُميس من جُهَينة وأناس مع بني لأى من عُذْرَة.

وسارت قبائل جَرْم ونهد إلى بلاد اليمن، وهم مالك وحَزِيمة وصباح وزيد ومعاوية وكعب وأبو سود وبنو نهد فجاوروا مَذْحِج القحطانية في منازلهم من نجران وتثليث وما والاها، فنزلوا منها أرضًا تلي السراة يقال لها أديم وأمرهم يومئذ جميع وكلمتهم واحدة وغلبوا على بعض تلك البلاد، وناكرتهم طوائف من قبل مَذحِج وطمعوا فيهم فقال عبد الله بن دهثم النهدي في ذلك:

لأخرجن صريمًا من مساكنها … والمرتين وهمام بن سيار

لم أدر ما يمن وأرض ذي يمن … حتى نزلت أديمًا أفسح الدار

وصريم المذكور في البيت الأول هو رجل من بني زوى بن مالك بن نهد، أما المُرَّتان هما مُرَّة بن مالك بن نهد وأخ له آخر له اسم غير مُرة فسماهما المرتين بأحدهما .. وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي فارس زبيد وبلاد اليمن:

لقد كان الحواضر ماء قومي … فأصبحت الحواضر ماء نهد

<<  <  ج: ص:  >  >>