للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنشد فيها أسعر بن عمرو الجعفي قال أنشد فيها خالد بن قطن الحارثي:

قل للحُصين إذا مررت به … ابصر إذا راميت من ترمي

تهدي الوعيد لنا وتشتمنا … كمُعَرض بيديه للدهم

أرأيت إن سبقت إليك يدى … بمُهنَّدٍ يهتز في العظم

هل يمنعك أن هممت به … عبداك من نهدومن جَرْم

وقال خالد بن الصقعب النهدي فيما كان بين نهد وجَرْم:

عقدنا بيننا عقدًا وثيقًا … شديدًا لا يوصل بالخيوط

فتلك بيوتنا وبيوت جَرْم … مُضْرَجة بأبدان شميط

ويؤويها الصريخ إلى طحون … كقرن الشمس أو كصفا الأطيط

فلم تزل جَرْم ونهد بتلك البلاد وهي على ذلك الحلف حتى أظهر الله الإسلام ومن هنالك هجر منهم وبها بقيتهم، وأقامت قبائل سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلُم بن قُضَاعة بمنازلهم من وادي القِرَى والحجر والجناب وما والاها من البلاد فانتشروا فيها وكثروا بها وتفرقوا أفخاذًا وقبائل فَكان في عُذرة بن سعد وأمه عاتكة بنت مُر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضَر، العدد والشرف ومنهم رزاح بن ربيعة أخو قُصي بن كلَاب لأمه وفيهم كان بيت عُذْرَة بن سعد وأمهُ فاطمة بنت سعد بن سيل وهي أم قُصَي بن كلاب، القُرَشي.

وقال الراوي: كان أهل وادي القِرَى وما والاها من اليهود يومئذ كانوا نزلوها قبلهم على آثار من آثار ثمود والقرون الماضية قبلهم، فاستخرجوا كظائمها وأساحوا عيونها وغرسوا نخلها وجنانها، فعقدوا بينهم حلفًا وعقدًا وكان لهم فيها على اليهود طُعْمَة وأكُل في كل عام، ومنعوها لهم من العرب ودفعوا عنها قبائل بلِّي بن عمرو بن الحاف بن قُضَاعة وغيرهم من القبائل، وقد كان النعمان بن الحارث الغسَّاني أراد أن يغزو وادي القِرَى وأهله وأجمع على ذلك فلقيه نابغة بني ذبيان (من غَطَفان قيس عَيْلان) واسمه زياد بن معاوية، فأخبره خبرهم وحذره إياهم ليصده عنهم، وذكر له بأسهم وشدتهم ومنعهم بلادهم ودفعهم عنها من أرادها وقال في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>