لقد قلت للنعمان يوم لقيته … يريد بني حِن ببرقة صادر
تجنَّب بني حِنْ فإن لقاءهم … كريه وإن لم تلق إلا بصابر
هم قتلوا الطائي بالحِجْر عنوة … أبا جابر واستنكحوا أم جابر
وهم ضربوا أنف الفزاري بعدما … أتاهم بمعقود من الأمر فاقر
وهم منعوها من قُضَاعة كلها … ومن مُضَر الحمراء عند التغاور
وهم طرفوا عنها بلِّيًا فأصبحت … بلِّي بوادٍ من تهامة غائر
فتطمع في وادي القِرَى وجنوبه … وقد منعوه من جميع المعاشر
وهم منعوا وادي القِرَى من عدوهم … بجمع مبير للعدد المكاثر
أبو جابر هو ابن الجلاس بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان الطائي .. وبنو حِن بن ربيعة بن حرام بن ضنة من بني عُذْرَة بن سعد هذيم.
فلم يزالوا على ذلك قد منعوا تلك البلاد وجاوروا اليهود فيها حتى قدم وفدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سمعان بن البياع بن دليم بن عدي بن حزاز بن كاهل (بن عُذْرَة)، فجعل له النبي - صلى الله عليه وسلم - رمية سوطة وحضر فرسه من وادي القِرَى، وجعل لبني عُريِّض من اليهود تلك الأطعمة التي ذكرنا في كل عام من ثمار الوادي، وكان بنو عُريض أهدوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خزيرًا أو هريسة وامتدحوه، فطُعْمَة بني عُريِّض جارية إلى اليوم ولم يُجْلَوا فيمن أجلي من باقي اليهود.
قال هشام حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ثم العجلاني عن إبراهيم بن البكير البلوي عن يثربي بن أبي قسيمة السلاماني عن أبي خالد السلاماني، قال: خرج رجل من مداش وهو ابن شق بن عبد الله بن دينار بن سعد بن هذيم يقال له ورد فلقى جَمْرة بن النعمان بعد أن أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوادي فكسر عصا كانت بيد جمرة، فاستأدى جمرة عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي: دعوا أسد الهروات أي (الهَلكَة) وأقطعه بوادي القِرَى يقال له: حائط المداش.