للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت (كلْب) بن وبرة بن تَغْلب حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضَاعة وجَرم بن رَبَّان وعُصيمة بن اللبو بن امرئ مناة بن (فتية) وقيل: قتيبة بن النمر بن وبرة بن تَغلب بن حلوان بمنازلها من حضن وما والاها من ظواهر أرض نجد ينتجعون البلاد ويتبعون مواقع القطر، حتى انتشرت قبائل بني نِزار بن مَعْد وكثرت وخرجت من تهامة إلى ما يليها من نجد والحجاز، فأزالوهم عن منازلهم ورحَّلوهم عنها ونافسوهم فيها فتفرقوا عنها، فظعنت جَرْم بن رَبَّان عن مساكنهم من حضن وما قاربه، فتوجهت طائفة منهم إلى ناحية تيماء ووادي القِرَى مع بني نِهد بن زيد وحَوتكة بن سود بن أسْلُم فصاروا أهلها وسكانها، فلم يزالوا بها حتى وقعت بينهم وبين قبائل سعد هُذَيم بن زيد حرب فأخرجوهم بنو سعد منها فلحقوا ببلاد اليمن ومقامهم هنالك في مقدم حديث قُضَاعة وتفرقهم.

وسارت ناجية بن جَرْم وراسب بن الخزرج بن جدة بن جَرْم وقدام بن جَرْم وملكان بن جَرم متوجهين إلى عُمان، فمروا ببلاد اليمامة فأقامت طائفة منهم بها ومضت جماعتهم حتى قدموا عُمان فجاوروا الأزد بها وأقاموا معهم وصاروا من أتلاد عُمان الذين فيها وفيه يقول الملتمس:

إن عِلافا ومن بالطود من حضن … لما رأوا أنه دين خلابيس

ردوا إليهم جمال الحي فاحتملوا … والضيم ينكره القوم المكاييس

ويقال: إن سامة بن لؤى (١) بن غالب القُرَشي خرج من الحرمِ فنزل عُمان وبها تزوج امرأته الجَرْمية هناك والتي منها ولده وهي ناجية بنت جرْم فيما ذكر الكلبي، أما جَرم فيقولون ناجية بن جَرم تزوج هند بنت سامة بن لؤى .. وقال غيؤ الكلبي هي ناجية بن الخزرج بن جدة بن جَرْم بن رَبَّان القُضَاعي.

وفي الأغاني: أن بنو ناجية هؤلاء ارتدُّوا عن الإسلام ولما ولي الإمام علي بن أبي ظالب - كرم الله وجهه - الخلافة دعاهم إلى الإسلام فأسْلم بعضهم وأقام الباقون على الرِّدة فسباهم وأسترقهم فاشتراهم مُصْقَلة بن هُبيرة.


(١) قال بن إسحاق إن سامة هرب من وجه أخيه عامر بن لؤي بعدما فقأ عينه، وقيل في الأغاني إن الخلاف كان مع أخيه كعب، ولحق بعُمان ثم هصرت حية ناقته فوقعت لشقها ثم نهشت سامة فقتلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>