للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو أن كل معدا كان شاركنا … في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف

وقال الخليفة عمر: تمعددوا واخشوشنوا.

وإذا كان الفهم الجيد للأجواء المحيطة بكل قصيدة جاهلية من مكان، وحادثة، وأشخاص، وتفريعات ضرورة من ضرورات الدراسة الشعرية فإنها لكذلك أو أشد ضرورة للبحث التأريخي، ومن هنا فقد جاءت دراسة الدكتور أبو سديرة التأريخية عن حايل متأرجحة شديدة الاضطراب العظيم افتقارها إلى معرفة الأماكن، وفهم التفريعات، وهذا الخلل المعلوماتي أصاب الأساس الذي قامت عليه تلك الدراسة، فعبس عند الدكتور في موازاة غطفان وهي منها! وغنيّ من بني عامر! وقطن الجبل لواقع جنوب شرق سميراء بقرب فيد! وسعيد بن زيد وليس سعد بن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في الثعلبية! والطرماح الطائي صاحب النقائض مع الفرزدق في عصر بني أمية يجعله الدكتور شاهدًا على حرب اليمامة!

والعجيب أن الدكتور أبا سديرة أعرض عن ذكر سرايا الإسلام الأولى إلى حايل بالرغم من أنه يبحث عن حايل في فترة حدّدها بأنها فترة صدر الإسلام، وجُل هذه السرايا إلى فَدَك والأماكن القريبة منها، ولا يُعذر الدكتور في هذا الإغفال إذا كان يبحث في صدر الإسلام غير الصدر الزمني المعروف أو في حايل غير المنطقة التي ينزع فيها إلى تدريس أنساب أهل الفلا!

كانت غطفان جمجمة من جماجم العرب، وفروعها الرئيسية: عبس، وذبيان، وأشجع، وبنو عبد الله، وديارها فسيحة رحبة بين الحجاز ونجد. قال ابن سعد في النشوة: إنّ غطفان خُصت من القيسية بالبلاد النجدية التي توالي وادي القرى وجهاتها، وذبيان من غطفان لها فرعان كبيران هما: مُرّة، وفزارة، ولهذين الفرعين أرض فدك ويديع، والفزارية هي خلاصة القيسية كما يقول ابن حزم الأندلسي، وبيت فزارة بنو بدر بن عدي، عظماء ذبيان، ورأس غطفان، وسادة مشاهير في المضرية العدنانية. قال حاتم الطائي:

إن كنت كارهة لعيشتنا … فهاتي وحلّي في بني بدر

<<  <  ج: ص:  >  >>