وقد قُتل بدر على يد الأسديين في الجبلين، ورأس حصن بن حذيفة بن بدر الأحاليف أسدًا وطيئًا وغطفان في وقعة النار في غرب ضرّية بالعالية، وكان يقال لأبيه حذيفة: ربّ معد، وهو قتيل الهباءة من أيام داحس في الشّربّة، أما حصن فقتله بنو عامر من هوازن بالحاجر، قال الحطيئة العبسي:
وقبر بأجبال وقبر بحاجر … وقبر القليب أسعر القلب ساعره
وقال النابغة في رثاء حصن:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم … وكيف بحصن والجبال جنوح
وقال زهير في مدحه:
تراه إذا ما جئته متهللًا … كأنك تعطيه الذي أنت سائله
والنابغة وزهير من أعلام غطفان في الجاهلية ومن شعراء المعلقات، وهما تلميذا أوس بن حجر، وفي شعرهما اتضحت ملامح مدرسة الصنعة، أو مدرسة الشعر الأوسية التي نمّاها كعب بن زهير والحطيئة، وكتب عنها طه حسين، وشوقي ضيف، ويوسف خليف، والجادر، والشنطي، وارتفع بها المعيني إلى زمن علقمة الفحل وهو متقدم على أوس.
وإلى أحد بني ذبيان من غطفان يُنسب المثل الشهير: إياك أعني واسمعي يا جارة، ذلك أنَّ نهشل بن مالك الفزاري الذبياني حلّ أحياء طيئ فأنزلته امرأة من بيت حارثة بن لام فقال:
يا أخت خير البدو والحضاره … كيف ترين في فتى فزاره
أصبح يهوى حُرَّة معطاره … إياك أعني واسمعي يا جاره