فلا وألت تلك النفوس ولا أتت … على روضة الأجداد وهي جميع
وكان يقال: إن من زعم أن حاتمًا أسخى الناس فقد ظلم عروة بن الورد، وروضة الأجداد الواردة في هذا الشعر بقرب يثقب شمال شرق فدك. . أما ما هو غير معروف مما له صلة بفدك فهو الحدثان، والحدثان الواردة في خبر سلمى وأجأ وفدك حرَّة قيل إن خالد بن سنان العبسي الغطفاني أطفأ نارًا شبت بها، وفتنت العرب حتى كادوا يدينون بالمجوسية. وقال البيهقي فيما نقل عنه ابن سعيد في النشوة: إن خالدا كان على قرب المبعث النبوي وكانت العنقاء قد عاشت في بلاد عبس حتى صارت تخطف صبيانهم فدعا الله يرفعها من الأرض فلم تعد توجد إلا في التصوير.
ولمَّا كان لغطفان نفوذها على فدك وخيبر تقوم على حمايتها وحماية مرتادي سوق نطاة خيبر الموسمي الذي يقام في شهر ربيع الأول من كل عام فإن علاقتها بحوادث هاتين الواحتين علاقة قوية، وفي السنة الخامسة من الهجرة اتجهت سرية بقيادة عبد الله بن رواحة لقتل يسير بن رازم اليهودي الذي كان يؤلب غطفان لغزو المدينة، وفي السنة السادسة قصدت سرية بقيادة علي بن أبي طالب فدك وأصاب بني سعد من غطفان بالهمج الوادي الذي يفضي إلى الرقم في العلم علم بني الصارد من بني مرة بن سعد بن ذبيان جنوب شرق الحليفة بحايل.
على أنَّ القول بأن لغطفان موقفًا غير مشرف أثناء فتح خيبر وأن ذلك أدى إلى تفككها وضعفها مبالغة كبيرة، فغطفان ظلت عزيزة مرهوبة الجانب في الإسلام وفي الذؤابة من قبائل العرب، وبرز فيها مشاهير من الصحابة والقواد والأمراء والولاة، وظل بيت آل بدر بيتًا من بيوت الأرستقراطية العربية، وقد أصهر الخلفاء والأمراء إلى البيوت الغطفانية فتزوج الخليفة عثمان بن عفان أم البنين مليكة بنت عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وتزوج الحسن بن علي بن أبي طالب بنت منظور بن سيار من سراة فزارة الذبيانية وهي أم ولده الحسن بن الحسن، وأصهر عبد الله بن الزبير إلى منظور هذا، وكان أسماء بن خارجة زعيمًا بارزًا في عهد بني أمية، تزوج بشر بني مروان ابنته هند وهي أم ولده عبد الملك