للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو جواد كريم، وتزوج عبد الملك بن مروان ولادة بنت خُليد العبسي وهي أم ولديه الخليفتين الوليد وسليمان من أشهر خلفاء بني أمية.

وكان عُقيل بن عُلفة المري الذبياني أعرابيًّا جافيًا ذا زهو وخيلاء شديد الاعتداد بنفسه وبقوته لا يأنف أن يرد من لا يراه كفؤا لمصاهرته حتى ولو كان من الأمراء، وكان عثمان بن حيَّان المري واليا على المدينة لبني أمية، وابنه رياح واليا عليها لبني العباس.

وإذا كان كثير من الغطفانيين قد هجروا أراضيهم إلى الأمصار المفتوحة فالذي دعا إلى هذا ليس الضيعة ولا الضعف بل دعت إليه الحياة الإسلامية الجديدة من المشاركة في الفتح خارج الجزيرة والرغبة في استيطان الأمصار المفتوحة، فكانت غطفان تحت لواء في حرب القادسية ومذكورة في خطط الكوفة حينما تم تخطيطها، وهي في خطة أمل العالية في البصرة وكذا في خراسان. وتولى إمارة العراق أحد الفزاريين وهو عمر بن هبيرة الفزاري وقبله بزمن كان سمرة بن جندب الفزاري وهو صحابي أميرًا على البصرة من قبل معاوية. . وتولى إمارة خراسان ذبياني آخر وهو الجنيد المُري. وفي كتابي "القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر" الذي كان يزكيه الصديق الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد حينما رآه مخطوطا ويحثني على طباعته إلى أن تبناه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وكتب مقدمته وستصدره دار ابن حزم قريبًا في هذا الكتاب معلومات وافية عن الجنيد أمير خراسان وبيته من آل هرم بن سنان المشهورين بالجود في الجاهلية والإسلام، قال الشاعر هلك الجود والجنيد معًا فعلى الجود والجنيد السلام.

وانتشر في مصر من غطفان أناس كثر، وإلى فزارة ينتسب المؤرخ النسابة القلقشندي (صاحب صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ومنهم نصر الفزاري الإسكندري اللغوي صاحب التأليف في البلدانيات، الذي اعتمد عليه ياقوت الحموي كثيرًا في مؤلفه (معجم البلدان). . وقارن الشيخ حمد الجاسر كتاباته بما كتب الحازمي في كتابه (الأماكن)، إذ إن الحازمي أيضًا قد اعتمد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>