للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزعة الشهرستاني الملِّية، وعلق أحد الكتاب على دراسة طالب جامعي مبديا إعجابه بما كتبه عن فَدَك في التأريخ من حيث سعة خياله، ورصانة أسلوبه، وبراعته في النقد والتحليل متمنيا لو انصرف هذا الطالب إلى موضوعات تعود بالخير على الأمة التي مزقتها الأحقاد، وسحقتها الفتن، وتلاعبت بها الأهواء وقال: إن فَدَك قد أصبحت في ذمة التاريخ وعادت قاعًا صفصفًا، ومع ذلك لم تقدم من يتصدى لنبشها لينشر منها ما يزكم الأنوف، ويملأ العيون بالقذى بعد مئات السنين.

والعلاقة بين صاحب هذا القول وبين من وصفه بالطالب الجامعي يحكمها خلاف حاد في الرأي لا يحسن الخوض فيه، غير أن القول بأن فدك قد عادت قاعًا صفصفًا ليس صحيحًا ففدك مدينة عامرة بحايل، وما يحمد للشيخ حمد أنه أول من عين موقع فدك ويديع وأنهما الحائط والحويط وقدم عنهما بحوثًا قيمة في كتابه في شمال غرب الجزيرة، والمعجم الجغرافي لشمال المملكة، وكتاب الأماكن للحازمي الذي حققه ونشره حديثًا مقارنًا بين ما ورد فيه وما كتبه نصر الفزاري الإسكندري، إضافة إلى مقال نشره في إحدى المصحف عن فدك وتعليق له ممتع على مقال للأستاذ محمد حسين زيدان عن غطفان وأيامها وبلادها ومنها فدك نشره في جريدة سيّارة ثم نشره في مجلته العرب؛ معتمدًا في كل ما كتب على عدد كبير من مصادر التاريخ والأدب واللغة والبلدانيات والبحوث والدرسات الحديثة كبحث الدكتور عبد الرحمن الأنصاري الذي نشر في مجلة الدارة.

وعن جهل الناس اسم فدك، نقل الشيخ حمد ما أورده الفيروز آبادي في المغانم المطابه: إنه سأل أشراف المدينة من الفقهاء والأمراء وسأل السوقة عن فَدَك ومكانها فقالوا: إنهم لا يعرفونها مع أن هذه القرية لم تبرح أيدي الأشراف والخلفاء يتداولونها ناس عن ناس إلى أواخر الدولة العباسية، وأشار إلى تعليل اسمها لغويا كما أورده ابن دريد صاحب الاشتقاق وأنه من فدكت القطن تفديكا أي نفشته، وتعليل الاسم عن البلدانيين، جهلهم بمعاني المواقع قبل عهد التدوين،

<<  <  ج: ص:  >  >>